دار الإفتاء توضح حكم وضوء من يعاني من خروج الغازات المستمر وتحدد كيفية الصلاة
النورس نيوز _ أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي المتعلق بوضوء من يعاني من خروج الغازات بشكل مستمر، وذلك عقب سؤال تلقّاه أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي حول مدى صحة وضوء وصلاة من لا يستطيع التحكم في خروج الريح. وقال شلبي، في تصريحات تلفزيونية، إن الحالة المذكورة تندرج فقهياً ضمن ما يُعرف بـ“صاحب العذر”، وهي الحالات التي يخرج فيها الحدث بصفة دائمة أو متكررة خارج إرادة الإنسان، ولا يقدر على منعه
.
وأكد أمين الفتوى أن الشخص في الوضع الطبيعي يجب عليه تجديد وضوئه كلما خرج منه ما ينقض الطهارة، سواء لأداء الفريضة أو النافلة. لكن من كان يعاني من حالة مستمرة كتكرار خروج الريح، فإنه يُعامل معاملة أصحاب الأعذار، بحيث يتوضأ مرة واحدة عند دخول وقت كل صلاة، فيصلي بهذا الوضوء الفريضة وما شاء من السنن، ثم يعيد الوضوء بدخول الوقت التالي، دون حاجة لإعادته بسبب تجدد الحدث أثناء الصلاة أو قبلها.
وأوضح شلبي أن خروج الغازات أثناء أداء الوضوء نفسه لا يُلتفت إليه، ويتم الوضوء بصورة طبيعية، كما لا يتأثر بصحتها إذا وقع الحدث أثناء السير إلى المسجد أو خلال أداء الصلاة، مشيراً إلى أن الفقهاء أجمعوا على صحة صلاة من كان على هذا الحال، وأن الشريعة راعت المشقة ورفعت الحرج عن أصحاب الأعذار.
وأضاف أن ما يُسمى بدعاء الوضوء يُستحب فيه التسمية في بدايته، وذكر الشهادتين بعد الفراغ منه، استناداً إلى بعض الروايات الواردة عن الصحابة. ونقل شلبي قول النبي صلى الله عليه وسلم كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء”، مشيراً إلى أن بعض الروايات الأخرى حول فضل الذكر بين الوضوءين ضعيفة الإسناد لكنها واردة في كتب السنن.
وتأتي هذه الإيضاحات في وقت تتزايد فيه الأسئلة المتعلقة بالأحكام الشرعية المرتبطة بالطهارة، خصوصاً مع انتشار المشاكل الصحية التي قد تسبب حرجاً للمتعبدين، فيما تؤكد دار الإفتاء أن مقاصد الشريعة تقوم على التيسير ورفع المشقة عن الناس.
