
البحث عن بديل
النورس نيوز
بقلم عزمي عبد الرازق
غياب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس عن المشهد في هذه المرحلة الاستثنائية يشكل علامة استفهام كبيرة. منذ أكثر من عشرة أيام، لم يظهر للناس، ولم يزر معسكرات النازحين في الدبة، ولم يتبنَّ أي مبادرة مفيدة، كما لم يعقد اجتماعًا آخر لمجلس الوزراء، أو يسعى لعودة الحكومة إلى الخرطوم لترميم مركز الدولة، ليكون قريبًا من المواطنين ويحفزهم على العودة. هذا الغياب جعله يبدو وكأنه الحلقة الأضعف داخل منظومة الدولة.
ما يثير الانتباه هو أن هذا الانكفاء ليس طارئًا أو مرتبطًا بظرف لحظي، بل امتداد لحالة بدأت منذ اليوم الأول لتوليه المنصب. حضور رئيس الوزراء لم يكن بمستوى حجم التحديات، ولم يُشعل حتى “شمعة الأمل” التي طالما تحدث عنها في خطاباته، ولا أريد أن أقول إنه خدعنا بها.
المشكلة ليست في الصلاحيات، فهو يتمتع بكامل الاستقلالية والسلطات الممنوحة له، بل تتعلق بشخصيته: التردد، السكون، العجز عن اتخاذ القرارات، الأداء الاستعراضي الضعيف، والإحاطة بكوادر غير متمرسة ولا تمتلك الحد الأدنى من مهارات إدارة الدولة.
هذا الواقع يفتح الباب أمام نقاش جاد حول ضرورة البحث عن رئيس وزراء بديل. الأمر لا يرتبط بشخص واحد فحسب، مع أهمية الرمز السياسي لرئيس وزراء مدني، بل يرتبط بقدرة المنصب على الاستجابة لتضحيات شعب قدم الكثير وما يزال متمسكًا بجمر القضية، ويستحق من يتحمل المسؤولية بثبات وكفاءة، ويحترم تطلعاته وكرامته.
أقول هذا رغم أنني كنت من أكثر المتحمسين لوجود هذا الرجل في موقعه، وقد دافعت عنه سابقًا، لكنه خيّب الآمال.
غدًا، سأكتب بالتفاصيل: لماذا يجب أن يرحل، وما البدائل الممكنة لضمان قيادة حقيقية تلبي تطلعات الشعب وتعيد الثقة في الدولة.











