رغم العقوبات والضغوط الدولية.. حرب السودان تدخل نفقاً مسدوداً
النورس نيوز _ تتواصل الجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب في السودان، وسط اعتراف متزايد بعدم تحقيق اختراق حقيقي في مسار إنهاء القتال المستمر منذ أكثر من عامين، في وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية تدهوراً حاداً، لا سيما في إقليم دارفور.
وفي هذا السياق، أعلنت المندوبة الألمانية لشؤون أفريقيا، غيزا برويتيغام، إجراء مباحثات مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، تناولت سبل الدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار، والعمل على تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق سلام مستدام في السودان، في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.
وقالت برويتيغام، في منشور على منصة «إكس»، إن النقاش ركز على تطورات الأوضاع الميدانية، معربة عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سبق أن فرض عقوبات على نائب قائد المليشيا عبد الرحيم دقلو، على خلفية الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بالتزامن مع زيارة يجريها مناوي إلى ألمانيا، حيث أوضح في تصريحات نشرها عبر حسابه على «إكس» أنه التقى مسؤولة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الألمانية، برفقة أعضاء من البعثة السودانية، لبحث تطورات الأزمة السودانية وسبل التعامل معها على المستويين السياسي والإنساني.
وأكد مناوي أن اللقاء تناول عدداً من الملفات المرتبطة بالحرب، مشيراً إلى أنه نقل للمسؤولين الألمان موقف الحكومة السودانية، والذي يضع حماية المدنيين في مقدمة أولوياته، إلى جانب التصدي لانتهاكات مليشيا الدعم السريع، ومواجهة ما وصفه بالتدخلات الخارجية التي تسهم في إطالة أمد الصراع وتهدد سيادة البلاد.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً مفتوحة بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، وسط محاولات إقليمية ودولية متعددة لفرض وقف لإطلاق النار عبر مسارات تفاوضية مختلفة، أبرزها مسار الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، إضافة إلى عقوبات وضغوط دبلوماسية فرضتها أطراف أوروبية وأميركية.
ورغم هذه المبادرات، لم تنجح الجهود حتى الآن في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف القتال، بينما تستمر المعاناة الإنسانية في التصاعد، خصوصاً في دارفور، حيث تتواصل الانتهاكات الواسعة، ويتزايد عدد النازحين في ظل غياب حلول سياسية ناجزة.
