قرار كارثي
بقلم عزمي عبدالرازق
القرار الذي أصدره والي الشمالية الفريق عبد الرحمن عبد الحميد، والقاضي بمنع نقل أي سلع أو بضائع أو أشياء من الولاية الشمالية إلى ولايات كردفان ودارفور، قرار كارثي بمعنى الكلمة، فهو بخلاف أنه يتغول على سلطات مجلس الأمن والدفاع، سوف تكون له تبعات إنسانية فادحة، على المواطنين المحاصرين هنالك، وليس على المليشيا، فضلاً على أنه سوف يرفع من وتيرة النزوح إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل، فالناس عادة تنزح إلى حيث وجود الطعام والماء والدواء، وسوف تتوقف أيضاً الحركة التجارية بالمقابل، وصول الماشية والصمغ العربي والذهب، بحيث تلجأ الجهات التي تقوم بذلك إلى التهريب، ومعلوم أن قوات التمرد تتلقى معوناتها وتمويلها بذات خط نقل الأسلحة إليهم، عبر ليبيا وتشاد أو الجنوب، والأهم من ذلك أن الحكومة فتحت معبر أدري، وهي تعلم أنه يستخدم فقط كغطاء انساني، لكنه في حقيقته أحد أهم خطوط الإمداد العسكري، وبالتالي يصبح منع وصول البضائع، إلى كردفان ودارفور لا قيمة له، سوى الأضرار بحياة الناس هنالك، وتعميق عزلة تلك المناطق وفك ارتباطها بالشمال، رغم أن الجيش استعاد الكثير منها مؤخراً، تحديداً في محاور كردفان، ولا مفر من معالجة قرار الحظر التجاري هذا، اليوم قبل الغد، حتى لا تتفاقم تبعاته الإنسانية والسياسية.
