خطوة مفصلية في الخرطوم.. الوالي يعلن مهلة الشهر لإعادة فتح أمر مهم بالمحليات
النورس نيوز
في إشعار يعكس تسارع الإيقاع الإداري في العاصمة بعد أشهر من التراجع والخسائر التي لحقت بالمرافق الحكومية، وجّه والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة بإعادة فتح مكاتب العمل في جميع محليات الولاية خلال شهر واحد فقط، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها بداية جدية لاستعادة دورة الخدمة العامة وإعادة بناء الجهاز الإداري من الداخل. وجاء التوجيه عقب زيارة الوالي صباح اليوم للمجلس الأعلى للتنمية البشرية والعمل، وسط حضور قيادات عليا ومسؤولين تنفيذيين بولاية الخرطوم، في وقت يتزايد فيه الطلب على إعادة تشغيل المؤسسات الحيوية التي دمّرت أو نُهبت خلال الحرب.
الوالي الذي وصل برفقة الأمين العام لحكومة الولاية بالإنابة محمد أحمد الحاج، وجد في استقباله الأمين العام للمجلس ذو الغفار علي وعدداً من المديرين، حيث جرى استعراض شامل لأداء المجلس خلال الفترة الماضية، وما واجهه من تحديات بسبب الظروف الراهنة. وأشاد والي الخرطوم بصلابة الكوادر واستمرار عطائهم رغم النقص الحاد في الإمكانات، مؤكداً أن المجلس يشكل العمود الأساسي لإعادة تأهيل الخدمة المدنية عبر التدريب وبناء القدرات وإعادة تأهيل المؤسسات التي تضررت بصورة كبيرة.
وتعهّد الوالي بدعم المجلس وتأهيل مقره، مشيراً إلى أن إعادة مؤسسات العمل إلى الخدمة باتت ضرورة ملحّة لضمان عودة الأنشطة الإدارية والخدمية بصورة منظمة. ووجّه بإعادة تأهيل مكاتب العمل في المحليات السبع وبدء عملها خلال شهر، لضمان جاهزية منظومة التشغيل والخدمات العمالية التي توقفت بفعل الحرب. وتحدث عن خطة متكاملة تعمل عليها حكومة الولاية لإحياء المؤسسات المهنية ومراكز التدريب، والتي تعرّض معظمها للتخريب والنهب على يد المليشيا الإرهابية، على حد وصفه.
وخلال اللقاء، شدد الوالي على أهمية تفعيل برامج التدريب وتأهيل الكوادر، ومواصلة إعداد دراسات علمية تساعد في تطوير الأداء المؤسسي، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب استنهاض الهمم واستغلال الإمكانات المتاحة بكفاءة قصوى. ورأى أن إعادة بناء مؤسسات الولاية ليست مجرد أعمال صيانة، بل مشروع لاستعادة الدولة بروح جديدة تستجيب لاحتياجات المجتمع وتطلعاته.
من جانبه، أوضح الأمين العام لحكومة الولاية بالإنابة أن زيارة الوالي تأتي ضمن سلسلة من الجولات الميدانية للوقوف مباشرة على أوضاع المؤسسات التابعة للولاية، والاطمئنان على سير الأداء في المرحلة التي تسبق إعادة الإعمار الواسعة بعد الحرب. وأكد حرص الحكومة على تسريع عودة الخدمات عبر إعادة بناء الهياكل الإدارية والخدمية وتهيئتها للعمل وفق متطلبات المرحلة.
بدوره، قدم ذو الغفار علي الأمين العام للمجلس عرضاً لتحديات الفترة الماضية، مشيراً إلى أن المجلس ركز على تحسين كفاءة العاملين ودعم جهود الحكومة في ترقية الأداء المؤسسي. ولفت إلى اكتمال الترتيبات لانطلاق أول دورة تدريبية منذ اندلاع الحرب، تستهدف 125 سيدة يعملن في مجال بيع الأطعمة والمشروبات، ضمن برامج تمكين سبل العيش ورفع قدرات العاملين بالقطاع الحرفي والخدمي.
وبرغم نقص الموارد وضيق الإمكانات التشغيلية، أكد الأمين العام أن المجلس يمضي وفق خطة مدروسة لتجاوز العقبات، مستنداً على التزام العاملين وإصرارهم على أداء مهامهم مهما كانت الظروف. ويرى مراقبون أن إطلاق أول دورة تدريبية بعد توقف طويل يمثل مؤشراً على عودة تدريجية للحياة المؤسسية، خصوصاً في القطاعات المرتبطة بسوق العمل وكسب العيش.
وفي ختام الزيارة، أكد والي الخرطوم أن استعادة المؤسسات العامة واستنهاض طاقات العاملين ستكون نقطة الانطلاق نحو مرحلة أكثر استقراراً للعاصمة، داعياً لتوحيد الجهود الحكومية والمجتمعية لإنجاح هذه المرحلة الحساسة. وشدد على أن إرادة العاملين وإيمانهم بضرورة إعادة البناء هي الركيزة الأساسية لعبور الخرطوم نحو وضع جديد يطوي آثار الحرب ويعيد تقديم الخدمات للمواطنين كما ينبغي.
