
توتر متصاعد في حدود السودان وإثيوبيا.. ماذا يحدث في القضارف ؟
القضارف _ 4 أغسطس 2025 _ النورس نيوز
في تطور جديد يُنذر بتدهور الأوضاع الأمنية على الحدود الشرقية، لقي أربعة رعاة سودانيين مصرعهم إثر هجوم شنّته مليشيات إثيوبية مسلحة في منطقة “أبو لسان” بمحلية باسندة بولاية القضارف، وأسفر الهجوم عن نهب نحو 790 رأسًا من الماعز والضأن، وسط استياء واسع في أوساط السكان المحليين.
وبحسب إفادات شهود عيان، وقعت الحادثة أثناء قيام الرعاة بمهامهم اليومية، وسُمع دوي إطلاق نار كثيف دفع بالأهالي إلى التوجه لموقع الحادث، حيث تم نقل الجثث إلى مركز دوكة الإداري لتشريحها، بعد فتح بلاغ رسمي في قسم شرطة باسندة.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة سلسلة الاعتداءات المتكررة من قبل المليشيات الإثيوبية خلال موسم الخريف، والذي يشهد عودة مكثفة للرعاة والمزارعين للاستفادة من خصوبة الأراضي في المنطقة. وتُعد قبائل اللحوين من أبرز المجموعات التي ترتاد أبو لسان قادمة من البطانة في هذا الموسم.
ورغم امتلاك بعض الرعاة لأسلحة نارية، إلا أن الهجمات غالبًا ما تتم بسيطرة عددية وتنظيمية واضحة من الجانب المعتدي، ما يجعل المدنيين في موقع ضعف متكرر.
وشهدت المنطقة حوادث مماثلة في الأشهر الماضية، من بينها مقتل راعٍ ونهب 500 رأس ماشية في “ود عرود” منتصف يوليو، رغم قربها من “معسكر أبو طيور” التابع للجيش السوداني، والذي تفصله عن مناطق التسلل الإثيوبية مسافة قصيرة يستخدمها المهاجمون للوصول والانسحاب.
ويُعد معبر “القلابات” في الفشقة الصغرى و”اللوقدي” في الفشقة الكبرى من أبرز النقاط التجارية بين البلدين، بجانب نقاط عبور صغيرة مثل “ود كولي” و”الأسرة”، التي تشهد تواصلًا تجاريًا نشطًا رغم التوترات، إذ يتبادل الطرفان السلع الاستهلاكية والإنتاجية بطرق غير رسمية.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يتجدد السؤال حول جدوى التدخلات الأمنية المحدودة، ودور الدولة في حماية مواطنيها بالحدود، خصوصًا في ظل ما يُوصف بتراجع الاهتمام الرسمي بالملف الحدودي لصالح أولويات الحرب المستعرة في الداخل.











