منوعات

عندما تخونك اللغة فتتحول المتعة إلى مأساة

وكالات:النورس نيوز
تحوّلت لحظة حماس في أغسطس من عام 2015 إلى مـأساة لا تُمحى من ذاكرة الناس
حين كانت فتاة شابة مفعمة بالحياة تقف على حافة جسر مرتفع، في واحد من أجمل المواقع الطبيعية شمال إسبانيا، حيث المناظر الطبيعية الخلابة.

الفتاة المغامرة كان اسمها “فيرا مول”، وهي هولندية، تبلغ من العمر 17 عامًا فقط اي انها في بدايات شبابها، جاءت مع أصدقائها في رحلة صيفية، بروح الشباب كانت قادمة بحثًا عن مغامرة تخلّدها في ذاكرتها، صورة واحدة بلحظة اندفاع، ولم تكن تدري أن تلك الصورة ستكون الأخيرة في حياتها كلها.

فيرامول كانت تجرب للمرة الأولى في حياتها رياضة قفز البانجي، وهي من أخطر الرياضات التي تعتمد على القفز من ارتفاع شاهق بحبل مطاطي مربوط بجسد القافز.
وقفت على الحافة، تتأمل جمال المكان تحتها وعمقه، حيث الفراغ ينتظر. تكاد تسمع دقات قلبها الذي يخفق بشدة ، والكل ينظر لها، وهي، كل ما تنتظره الإشارة من المدرب.

بلغة انجليزية ضعيفة وبلكنة اسبانية، وبصوت غير واضح، صاح المدرب:
“No jump”
وكان يقصد (لا تقفزي).

لكنالتوتر الذي تعيشه فيرا ، وصعوبة اللهجة، وضوضاء اللحظة، جعلها تفهم الجملة نقيضها أي أنها: اقفزي الآن.

وما كان منها إلا وأنْ قفزت .
الكارثة كانت، أن الحبل لم يكن مربوطًا بعد، ولم يكن المدرب مستعد، ولم تكن اللحظة مناسبة، وسقطت فيرا من ارتفاع شاهق، أمام أنظار الجميع، حيث كانت لحظة المجد المنتظرة، تتحوّل إلى لحظة صـ.ـدمة وسكوت قاتـ.ـل.

أمام المحكمة لاحقاً، كانت التفاصيل أكثر وجعاً، حيث استمع القاضي للتسجيلات، وشهادة الخبراء، وتحليل الترجمة، وتأكد الجميع أن الخطأ لم يكن في القفزة، بل في الكلمة.

لو أن المدرب قال ببساطة:(Don’t jump)
لما حدث شيء.
لكن عبارة “No jump” كانت مربكة، خاصة من مدرب لا يتقن الإنجليزية.

وفي نهاية المحاكمة، قال القاضي: كان يمكن تفادي هذه المـأساة بكلمة واحدة، أو بمدرب أكثر وضوحاً، أو بإجراء تدريبي أبسط. لكن الوقت قد فات، ورحلت فيرا، التي جاءت باحثة عن المغامرة،ورحلت معها لحظة كان يُمكن أن تكون ذكرى جميلة، لولا أنّ اللغة خانتها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى