أطفال ونساء في وجه العاصفة
الضعين – النورس نيوز
أعلنت غرفة طوارئ معسكر النيم للنازحين بولاية شرق دارفور، عن توقف المطبخ الجماعي الذي ظلّ يقدّم وجبات يومية لأكثر من 1300 شخص من الفئات الأكثر هشاشة داخل المعسكر، وذلك نتيجة لانعدام التمويل والدعم اللوجستي.
وقالت الغرفة في بيان مقتضب نُشر على صفحتها بموقع فيسبوك، إن توقف المطبخ يأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث يعتمد عليه مئات الأطفال وكبار السن والنساء لتوفير وجبتهم اليومية الوحيدة في ظل أوضاع إنسانية متردية، ومعاناة متفاقمة من شح الغذاء ونقص الرعاية الصحية.
ويُعد مطبخ معسكر النيم مبادرة مجتمعية تطوعية، أطلقتها غرفة الطوارئ منذ عدة أشهر، بهدف تخفيف معاناة النازحين الذين فرّوا من مناطق الصراع والحرب في غرب السودان، خاصة بعد تصاعد المعارك في نيالا والفاشر وزالنجي، حيث يُقيم في المعسكر آلاف الأشخاص في ظروف قاسية داخل خيام مهترئة، في ظل غياب المساعدات الدولية وقلّة التدخلات الحكومية.
وتواجه ولاية شرق دارفور تحديات متزايدة في إدارة الوضع الإنساني، مع تزايد أعداد الوافدين من مناطق النزاع، وتراجع مخزون الغذاء في الأسواق، وانعدام الخدمات الأساسية في عدد من المعسكرات ومراكز الإيواء.
ودعت غرفة الطوارئ كافة الجهات الإنسانية والمنظمات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، وتوفير التمويل اللازم لاستئناف عمل المطبخ الجماعي، محذرة من أن استمرار توقف الوجبات سيؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
ويُعد هذا التوقف مؤشراً خطيراً على عمق الأزمة في شرق دارفور، ويعكس الحاجة الملحّة لخطة طوارئ وطنية تستوعب احتياجات ملايين السودانيين النازحين، وتعيد ترتيب أولويات الدعم المحلي والدولي نحو مناطق النزوح المنسيّة.
ويعاني السودان حالياً من أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخلياً وخارجياً، بحسب تقارير الأمم المتحدة، في وقت تتضاءل فيه فرص الوصول الإنساني وتتراجع فيه قدرة الجهات الوطنية على تلبية المتطلبات المتزايدة.











