منوعات

المائدة السودانية .. عِزةً في المهاجر وكبرياء في اللجوء

بشكلها  .. وطعمها .. ونكهتها ومكوناته الخاصة .. لم تغادر المائدة السودانية متردمِها ولم تفارق نكهتها وشكلها المعهود ، رغم الحرب وتكرار النزوح وسنوات الحرب واللجوء التي تخطت الرقم إثنين.
فلا المطاعم الشهيرة صاحبة الصيت الكبير ولا النكهات العالمية ولا ماركات الطعام المتتشرة استطاعت الانتصار وفرض سطوتها عليها، ومازالت المائدة السودانية موجودة وحاضرة في البيوت كلها وفي المطاعم وزقاقات الاكل التي أنشأها السودانيون في المهاجر والملاجئ.

القاهرة : ايمن كمون
تقول سيدة عبد الغني وهي أم وجدة لابناء لجأت معهم لبلد مجاور بسبب الحرب 🙁 اكلنا ما بعمله غيرنا وملاحنا الطاعم مافي زيو ) وهو تعبير بالبلدي البسيط ابتدرت به افادتها .. ومن ثم أضافت : (ما لا يمكن تصوره أن نستطيع في اي يوم من الايام تقبل فكرة أنْ نأكل طوال اليوم اكلات غريبة ، فمائدتنا مثلنا واكلنا يشبه سحناتنا وكلامنا، وهي في تقديري سبب أساسي للروح الطيبة التي يتمتع بها السوداني وهو سر هذه الطيبة التي اشتهرنا بها بين العالمين) .. الناظر للافادة اعلاه يجدها لا تخلو من عاطفة لكنها لا تخرج من اطار المنطق وكثير من المعقولية والحقيقة.

بساطة ونكهة
الحقيقة التي يمكن تأكيدها بفكرة إنّ المار بشوارع القاهرة والمدن المصرية الاخرى لا تخطئ عينه كمية المخابز السودانية التي تملؤها وسيادة الخبز السوداني على ما سواه بل والمتابع يجد ذلك تقريباً في كل البلدان التي لجأ إليها السودانيين إذ صار أهل هذه المَواطٰن يحبذون الخبز السوداني على ما دونه، حتى في البلدان التي تسبقنا تحضراً وسمعة في ما يخص الطبخ والأكل.

ريحة وطعم
سامح ابو القيس  شاب سوداني مغترب ومتنقل منذ قرابة العشر سنوات ما بين شرق اوربا واسيا وشمال افريقيا قال : ( إن الذي تربى ونشأ على مكونات المائدة السودانية لا يمكنه أن يطرب لغيرها او يحيا بدونها .. أنا اجيد الطبخ واشغل نفسي في اوقات فراغي وعند عودتي من العمل بالطبخ على الطريقة السودانية واكثر من 80 % من وجباتي اليومية سودانية صِرفة وكأني اعيش في السودان، قد يختلف المكان والظروف والمناخ لكن المائدة السودانية حاضرة في أي مكان وفي أي اجتماع لأولاد البلد في الخارج بلا منازع).

بساطة وقِدم
نعم انّ المائدة السودانية لها خصوصيتها عند أهلها وهو أمر طبيعي ومنطقي ،لكن ما يجب ان يدوّن هو قدرتها على السيطرة واقناع غير السودانيين وايقاعهم في حبها ، وإنْ كنا لا ندري السبب هل هي البساطة ام القِدم بحكم ان اغلب الاكلات السودانية تمتد لسنوات بعيدة جداً أم هو سر إلهي كما تقول السيدات السودانية جعله الله فينا وميزنا به من الخلق اجمعين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى