مناوي يهاجم عبد الرحيم دقلو ويفضح “مسرحية” للدعم السريع
متابعات _ النورس نيوز
في تصعيد جديد للسجال السياسي والإعلامي داخل المشهد السوداني، شنّ حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، هجوماً لاذعاً على نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، متهماً إياه بالتورط المباشر في جرائم وانتهاكات شهدتها مناطق دارفور، ومعتبراً أن ما أُعلن مؤخراً عن اعتقال أحد أبرز المتهمين بارتكاب الإعدامات في الفاشر، ما هو إلا “مسرحية مكشوفة” تهدف إلى تبرئة القيادات العليا في المليشيا من مسؤولياتها الجنائية.
ونشر مناوي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) مقطع فيديو يظهر فيه عبد الرحيم دقلو وهو يخاطب عناصره في أحد المواقع الميدانية، قائلاً: “ما داير لي أسير أبداً”، في إشارة فسّرها مراقبون بأنها تمثل توجيهاً صريحاً لعناصر الدعم السريع بعدم التعامل الإنساني مع الأسرى، وهو ما أثار جدلاً واسعاً على المنصات الاجتماعية.
وفي تعليقه على الفيديو، كتب مناوي منشوراً حاد اللهجة قال فيه إنّ ما جرى بشأن القبض على “أبو لولو” — المتهم الرئيسي في تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق المدنيين والأسرى بمدينة الفاشر — لا يعدو أن يكون محاولة للتغطية على المجرمين الحقيقيين. وأضاف: “القضية ليست في اعتقال أبو لولو، بل في محاسبة من أصدر الأوامر ومن موّل وغطّى هذه الجرائم. يجب أن يُعتقل حميدتي وأشقاؤه، لا ذلك المعتوه الذي استخدموه ككبش فداء.”
ويأتي موقف مناوي في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تصعيداً حاداً في الاتهامات المتبادلة بين القوى المسلحة والسياسية، خاصة عقب تداول تقارير ميدانية عن ارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في الفاشر ومدن أخرى بولايات دارفور. وقد أدت هذه التطورات إلى تعالي الأصوات المطالبة بإجراء تحقيقات دولية شفافة ومستقلة، خصوصاً مع تضارب الروايات بين الدعم السريع والجيش السوداني بشأن المسؤولية عن تلك الجرائم.
ويرى مراقبون أن تصريحات مناوي تمثل تحدياً مباشراً لقيادة الدعم السريع، وتكشف عن عمق الهوة بين الحاكم الإقليمي والقيادات العسكرية المتهمة بارتكاب تجاوزات ممنهجة. كما تعكس بحسب مراقبين، تحوّل الخطاب السياسي لمناوي من التهدئة إلى المواجهة العلنية، في ظل ما وصفه بمساعي “طمس الحقائق” التي تقوم بها قيادة الدعم السريع عبر الترويج لصورة مضللة عن التزامها بالقانون الإنساني الدولي.
كما اعتبر محللون أن تسريب الفيديو في هذا التوقيت ليس مصادفة، إذ يأتي بالتزامن مع ضغوط دولية متزايدة على طرفي النزاع للقبول بخطة سلام شاملة، فيما يبدو أن مناوي يسعى لتذكير المجتمع الدولي بأن قادة الدعم السريع لا يزالون يمارسون خطاباً يتناقض مع المبادئ الإنسانية التي يدّعون التمسك بها أمام المنابر الدبلوماسية.
ولم يصدر حتى اللحظة أي رد رسمي من قيادة الدعم السريع على تصريحات مناوي أو على مقطع الفيديو المنتشر، غير أن مصادر إعلامية مقربة من الحركة أبدت استياءً مما وصفته بـ“حملة منظمة لتشويه صورتها”، معتبرة أن تصريحات عبد الرحيم دقلو أُخرجت من سياقها.
وبينما تتواصل المعارك على الأرض في دارفور وكردفان، تبقى الحرب الإعلامية بين قادة الأطراف المتنازعة في أوجها، في مشهد يعكس مدى عمق الأزمة الوطنية وتباعد المواقف السياسية. ويرى مراقبون أن دعوة مناوي لمحاسبة حميدتي وأشقائه تمثل بداية لمرحلة جديدة من المواجهة العلنية بين القوى التي كانت حتى وقت قريب ضمن تحالفات سياسية وعسكرية مشتركة.











