أخبار

البرهان يوجه صفعة قوية لحميدتي ماذا حصل؟

النورس نيوز

البرهان يوجه صفعة قوية لحميدتي ماذا حصل؟

النورس نيوز

في تطور دبلوماسي لافت يعكس تصلب المواقف بين طرفي النزاع في السودان، كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية متطابقة عن رفض قاطع من رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لمقترح أمريكي–مصري كان يهدف إلى عقد لقاء مباشر بينه وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، على هامش افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة خلال الأيام المقبلة.

 

 

ووفقاً للمصادر، فإن البرهان أبلغ الوسطاء رفضه التام لأي ترتيبات تشمل لقاءً مباشراً مع حميدتي، أو أي من الشخصيات السودانية المتحالفة مع الإمارات، في إشارة إلى ما وصفه بـ”القوى التي تآمرت لتدمير السودان وتغذية الحرب الأهلية”. وأكدت التسريبات أن الجهود التي بذلتها القاهرة وواشنطن خلال الأيام الماضية لإقناع البرهان بالجلوس إلى طاولة واحدة مع خصمه انهارت بالكامل، بعد أن تمسك بموقفه الرافض لأي مصالحة لا تسبقها خطوات عملية لتفكيك المليشيا وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية.

 

 

وكان المقترح الذي أعده فريق من المستشارين في وزارة الخارجية الأمريكية، بقيادة مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، يهدف إلى فتح قنوات تفاوض غير رسمية بين البرهان وحميدتي، بمشاركة مسؤولين من مصر والإمارات، تمهيداً لإطلاق مبادرة أوسع للسلام برعاية إقليمية ودولية. إلا أن الخطة واجهت اعتراضاً حاداً من القيادة السودانية التي رأت أن الوقت غير مناسب لأي حوار قبل حسم الموقف العسكري على الأرض واستعادة السيطرة على كامل التراب الوطني.

 

 

وبحسب ما نقلته مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، كان من المقرر أن يشارك في اللقاء أيضاً رئيس الوزراء السوداني الأسبق الدكتور عبد الله حمدوك، في محاولة لإعادة بناء الثقة بين الفرقاء السودانيين، إلا أن رفض البرهان أطاح بكامل الترتيبات، ما اضطر المنظمين إلى إلغاء الجلسة المشتركة والإبقاء فقط على لقاءات ثنائية منفصلة مع المسؤول الأمريكي.

 

 

 

وتشير التحليلات إلى أن موقف البرهان يمثل رسالة سياسية واضحة للدول التي تسعى لفرض تسوية خارجية على السودان، دون معالجة جذور الأزمة المتمثلة في وجود قوات مسلحة موازية تتلقى دعماً مالياً ولوجستياً من أطراف خارجية. كما يُنظر إلى الخطوة بوصفها تأكيداً على استقلالية القرار السوداني في مواجهة الضغوط المتزايدة من واشنطن وأبوظبي والقاهرة، التي تحاول جميعها – بطرق مختلفة – الدفع باتجاه وقف إطلاق نار مؤقت يضمن استمرار نفوذ الأطراف الإقليمية على مجريات الصراع.

 

 

ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان، خاصة في ظل استمرار العمليات القتالية في دارفور وكردفان وتصاعد المخاوف من انهيار الوضع الإنساني. ومع ذلك، يؤكد مقربون من البرهان أن القائد العام متمسك بخيار الحسم العسكري كمرحلة أولى، يعقبها حوار وطني شامل بين القوى الوطنية غير المتورطة في الحرب.

وفي ظل هذه المواقف المتشددة، تبقى المبادرات الإقليمية والدولية في مأزق حقيقي، إذ لم تنجح حتى الآن أي وساطة في جمع الرجلين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يعكس عمق الانقسام وفقدان الثقة بين قيادات الطرفين.

 

 

 

ويؤكد المراقبون أن رفض البرهان لقاء حميدتي في القاهرة لا يمثل مجرد موقف دبلوماسي، بل هو رسالة استراتيجية بأن الجيش السوداني لن يقبل بأي تسوية تشرعن واقع المليشيات، أو تمنحها موطئ قدم في السلطة المستقبلية، وأن ما وصفه بـ”الصفعة السياسية” ما هي إلا إعلان جديد لتمسك القيادة العسكرية بمبدأ الدولة الواحدة وجيشها الموحد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى