أخبار

نيالا.. وردنا الآن

النورس نيوز

نيالا.. وردنا الآن

النورس نيوز – نيالا
تشهد مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور حالة من القلق المتزايد بعد ظهور أعراض يُشتبه بأنها ناتجة عن حمى الضنك لدى عدد من السكان، في وقتٍ تعاني فيه المرافق الصحية من غياب أجهزة الفحص والتشخيص اللازمة لتأكيد الحالات.

وبحسب مصادر طبية تحدثت لـ”النورس نيوز”، فقد استقبلت عدد من العيادات خلال الأسبوع الماضي أكثر من أربعين حالة تعاني من حمى شديدة وقيء وغثيان وارتفاع في درجة الحرارة وصل إلى 45 درجة مئوية، وهي أعراض تتطابق مع الصورة السريرية لحمى الضنك. وأكد الأطباء أن غياب الفحوص المخبرية يجعل من الصعب حسم هوية المرض، ما يضطر الكوادر الصحية إلى الاعتماد على التقييم السريري فقط.

وقال أحد الأطباء العاملين في مركز صحي محلي إن الأجهزة المخبرية الخاصة بفحص فيروس الضنك تُرسل عادة من شمال البلاد، لكنها غير متوفرة حاليًا في نيالا، مشيرًا إلى أن بعض الأجهزة التي تُستورد من جنوب السودان تصل تالفة بسبب سوء التخزين أثناء الترحيل، مما يزيد من صعوبة التحقق من الحالات المشتبه بها.

وفي السياق، تحدث المواطن بدرالدين النذير عن تجربته قائلاً إنه عانى من قيء وغثيان مستمرين وارتفاع شديد في درجة الحرارة دون أن يتمكن الأطباء من تشخيص حالته بدقة، مضيفًا أن الأدوية التي صُرفت له لم تُحدث تحسنًا ملحوظًا، الأمر الذي أثار مخاوفه ومخاوف العديد من المواطنين من احتمال تفشي المرض.

ورغم تصاعد المخاوف الشعبية، لم تصدر وزارة الصحة الولائية بجنوب دارفور أي بيان رسمي بشأن ظهور إصابات محتملة بحمى الضنك أو خطة لمواجهة الوضع، ما أثار تساؤلات حول جاهزية السلطات الصحية للتعامل مع الطوارئ الوبائية في ظل شح الإمكانيات.

ويحذر مختصون من أن التأخر في إعلان حالة الطوارئ الصحية قد يؤدي إلى انتشار أوسع للمرض في مناطق أخرى من الولاية، خصوصًا مع استمرار هطول الأمطار وتزايد تجمعات المياه الراكدة التي تمثل بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للمرض.

يُذكر أن حمى الضنك تُعد من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض من نوع الزاعجة المصرية والزاعجة البيضاء، وقد شهدت عدة ولايات سودانية خلال الأشهر الماضية حالات مؤكدة بالمرض، أبرزها في الخرطوم والجزيرة وكسلا، مما يشير إلى نمط انتشار متسارع في البلاد.

ويرى مراقبون أن الوضع الصحي في السودان يواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب الدائرة وتراجع الإمدادات الطبية ونقص الكوادر، مما يجعل أي تفشٍّ محتمل للأمراض الوبائية تهديدًا إضافيًا يتطلب تحركًا عاجلًا من وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية لتوفير الدعم الفني والطبي لولاية جنوب دارفور.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى