أخبار

غموض يلف مصير الفنان صفوت الجيلي بعد عامٍ من اختفائه

النورس نيوز

غموض يلف مصير الفنان صفوت الجيلي بعد عامٍ من اختفائه

الخرطوم – النورس نيوز
يتواصل الغموض حول مصير الفنان السوداني صفوت الجيلي، بعد مرور عامٍ كامل على اختفائه في ظروفٍ غامضة، عقب اعتقاله من قبل قوات الدعم السريع في أكتوبر 2024، من منزله بحي الحاج يوسف شرقي العاصمة الخرطوم. وبرغم النداءات المتكررة من أسرته والمجتمع الفني، لا تزال السلطات تلتزم الصمت، فيما تتضارب الروايات بشأن مكان احتجازه أو مصيره.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ارتفعت أعداد المفقودين والمعتقلين بشكلٍ مقلق، وسط غياب تام لأي آلية رسمية لتوثيق الحالات أو التحقيق فيها. لكنّ قضية الجيلي – الذي يُعد من أبرز الأصوات الغنائية الشابة في البلاد – اكتسبت طابعًا خاصًا بسبب مكانته الفنية والإنسانية، ما جعلها رمزًا لمأساة المفقودين في زمن الحرب.

قلق متصاعد داخل الأسرة

أسرة الفنان صفوت الجيلي عبّرت عن قلقها العميق حيال مصيره، في ظل أنباء غير مؤكدة تتحدث عن نقله إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. ووفقًا لأفراد من عائلته، لم تصلهم أي معلومات رسمية منذ لحظة اعتقاله، بينما تنفي الأسرة صحة ما يُشاع حول إطلاق سراحه أو نقله إلى مكان آمن. ويخشى ذوو الجيلي أن يكون قد تعرض لانتهاكات جسيمة أو لاحتجازٍ في ظروفٍ غير إنسانية، خصوصًا في ظل انقطاع الاتصالات وغياب التواصل مع أي جهة رسمية أو حقوقية.

ضغوط حقوقية ومطالب بالكشف

في المقابل، دعت منظمات حقوقية محلية ودولية السلطات السودانية إلى الكشف الفوري عن مكان احتجاز الفنان، وضمان سلامته الجسدية والنفسية، وتمكين أسرته ومحاميه من التواصل معه دون قيود. وشددت تلك المنظمات على ضرورة احترام المعايير الدولية للمحاكمات العادلة، وفتح تحقيقٍ شفاف ومستقل حول ملابسات اعتقاله واختفائه.

وتأتي هذه الدعوات ضمن حملة أوسع تطالب بوقف الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية التي طالت مدنيين وصحفيين ونشطاء منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تضامن شعبي واسع

اختفاء الجيلي فجّر موجة تضامنٍ كبيرة داخل الوسطين الفني والإعلامي، إذ أطلق ناشطون وإعلاميون حملة إلكترونية بعنوان “أين صفوت الجيلي؟”، شاركت فيها شخصيات عامة وفنية معروفة. وقد لاقت الحملة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب المغردون بضرورة الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه، مؤكدين أن استهداف الفنانين والمبدعين يُعد تعديًا صارخًا على حرية التعبير وحق الإنسان في الحياة والكرامة.

كما دعا مثقفون إلى ممارسة ضغطٍ دولي على الأطراف المتحاربة في السودان، وإشراك لجان تقصٍّ مستقلة لضمان عدم إفلات المتورطين في الانتهاكات من المساءلة القانونية.

فنان له بصمة في الوجدان السوداني

صفوت الجيلي، المعروف بصوته العذب وأعماله الهادفة، يُعتبر من أبرز المطربين الشباب الذين ساهموا في إحياء الأغنية الوطنية والاجتماعية الحديثة. تميزت أعماله بطابعٍ إنساني ورسائل تدعو للسلام والوحدة والتعايش، ما جعله قريبًا من قلوب الشباب والمثقفين. غيابه لا يُمثل خسارة شخصية فقط، بل ضربة للمشهد الثقافي السوداني الذي يعيش أصعب فتراته في ظل الحرب وتدهور مؤسسات الفن والإعلام.

قضية الجيلي أعادت إلى الواجهة أسئلة مؤلمة حول مستقبل الإبداع في السودان، ودور الفنان في مواجهة العنف، ومكانة الحرية في وطنٍ أنهكته الصراعات السياسية والعسكرية. ومع استمرار الصمت الرسمي، تظل عائلته ومحبوه ينتظرون بصيص أمل يكشف عن مصيره، أو يضع حدًا لهذا الغموض الذي تجاوز العام.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى