مناوي يحذر
النورس نيوز – الفاشر
في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية المتفاقمة بولاية شمال دارفور، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إلى تحرك عاجل لفك الحصار عن مدينة الفاشر، محذرًا من أن ما تتعرض له المدينة من هجمات من قبل قوات الدعم السريع يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقال مناوي، خلال فعالية “اليوم المفتوح لمناصرة الفاشر” التي نظمها تلفزيون السودان يوم السبت، إن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في المدينة “لا مثيل لها في القرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى أن حجم الانتهاكات تجاوز كل المعايير الإنسانية والأخلاقية المتعارف عليها دوليًا.
وأكد أن الهجمات استهدفت بشكل مباشر تجمعات المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، مستشهدًا بمجزرة الجامع التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص، إلى جانب مجزرة دار الأرقم التي سبقتها، والتي كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال، واصفًا ما يجري بأنه “نمط ممنهج من العنف ضد السكان العزّل”.
ووجّه مناوي رسالة إلى أهالي الفاشر، أشاد فيها بصمودهم وثباتهم رغم الحصار والدمار، مؤكدًا أن “صمودهم سيُسجل في صفحات التاريخ، وأن الدعم في طريقه إليهم”.
مأساة إنسانية متصاعدة
من جانبها، كشفت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور عن أرقام مروّعة حول الأوضاع الإنسانية داخل المدينة، مؤكدة وفاة 229 شخصًا بسبب الجوع منذ أواخر أغسطس الماضي، من بينهم 171 طفلًا و58 من كبار السن، في حين بلغ إجمالي عدد القتلى نتيجة القتال والحصار 675 شخصًا، وارتفع عدد المصابين إلى 1,464 شخصًا، بينهم مئات النساء والأطفال.
وأوضحت المفوضية أن أكثر من 74 ألف شخص، بينهم 38 ألف طفل، يعيشون داخل مدينة الفاشر في ظروف إنسانية كارثية، مشيرة إلى أن السكان يعتمدون على “الأمباز” كمصدر غذاء رئيسي، بعد توقف أغلب المطابخ الخيرية عن العمل بسبب نقص التمويل والتهديدات الأمنية.
وحذرت المفوضية من انهيار كامل للمنظومة الصحية في المدينة في حال عدم وصول المساعدات العاجلة، مطالبةً بـ فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات الطبية والغذائية، أو تنفيذ إسقاط جوي للمساعدات بشكل فوري.
دعوات لتدخل دولي فوري
وطالب مناوي والمفوضية في ختام بياناتهما بـ تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لوقف ما وصفوه بـ “الكارثة الإنسانية الأكبر في دارفور منذ اندلاع الحرب”، مؤكدين أن الوضع في الفاشر “لم يعد يحتمل التأجيل أو الانتظار”.











