الأمم المتحدة تتلقى إحاطة هي الأخطر حول جرائم الدعم السريع
النورس نيوز _ قدّمت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالنمسا إحاطة وُصفت بأنها من أخطر الإحاطات التي تلقاها المجتمع الدولي بشأن الجرائم والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ودعا الوفد السوداني خلال الإحاطة إلى ضرورة اتخاذ موقف واضح يضع العالم على “الجانب الصحيح من التاريخ”، عبر ممارسة ضغوط أكبر على الإمـارات باعتبارها الداعم الإقليمي للمليشيا، إلى جانب التحرك الجاد لتصنيف الدعم السريع كجماعة إرهابية بعد إثبات تورطها في جرائم واسعة النطاق.
وخلال الإحاطة، حذرت البعثة من تكرار سيناريو المذابح الجماعية بعد مأساة “كلوقي” التي راح ضحيتها أكثر من 120 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن استمرار الصمت الدولي يعطي المتمردين الضوء الأخضر لارتكاب جرائم أشد عنفاً. وأوضح الوفد أن الجرائم الموثقة تشمل القتل الجماعي، التطهير العرقي، التعذيب، الاعتداءات العشوائية على المدن، إضافة إلى الترويع الممنهج للقرى وقطع الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية.
وسلط السفير مجدي فضل، مندوب السودان بفيينا، الضوء على ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية وشهادات الناجين من جرائم خطيرة ارتكبت في الفاشر، موضحاً أن المتمردين استهدفوا محطات الكهرباء وخطوط الإمداد الحيوي، بجانب استقدام مرتزقة أجانب للمشاركة في عملياتهم العسكرية. كما أشار إلى تقارير دولية سبق أن حذرت من تكرار سيناريو الجنينة في مدن أخرى، إلا أن تلك التحذيرات لم تلقَ الاهتمام الكافي بسبب المصالح الاقتصادية والسياسية لبعض القوى الدولية مع الراعي الإقليمي للتمرد.
وفي سياق متصل، اعتبر السفير أن العقوبات الأمريكية الأخيرة التي فرضتها وزارة الخزانة على شخصيات وكيانات كولومبية متورطة في تجنيد المرتزقة لمصلحة المليشيا تمثل دليلاً جديداً على حجم التدخلات الخارجية في الصراع، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف تدفق الدعم الأجنبي الذي يفاقم مأساة المدنيين ويطيل أمد الحرب.
