الشيخ الطيب الشيخ برير يوجه رسالة للسودانيين
الخرطوم: النورس نيوز
وجه الشيخ الطيب الشيخ برير الشيخ الصديق- سجادة خور المطرق، رسالة لكل السودانيين بالداخل والخارج، داعياً إلى عدم زج الدين والشعوب في العداوات والمصالح.
ونادي بالتشبث بهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وسماحتنا وتعايشنا الإسلامي العربي الإفريقي و”الهوية السودانية” التي تؤكد أن المشكلة ليست عنصرية، وقال إن القضية هي “في من يريد أن يمتلكنا ويوجّهنا ويقتل إرادتنا بماله لا بفكره، بقوته لا بطرحه الإنساني”.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي أهل الإيمان والصلاة والسلام على صاحب الجود والعرفان وعلى آله وأصحابه التابعين والصحابة أهل الشأن وبعد…
الأخوة والأخوات خارج وداخل السودان التحية لكم في كل وقت وأوان تحايا حب وشكر وامتنان لهذا المجتمع الذي وهبنا الحياة والثبات والفكر والاطمئنان.
أيها الأعزاء…
تمر بلادنا بمنحنى خطير ومؤلم ومفجع يحتاج إلى من يعيدنا إلى صوابنا ويدلنا إلى ما فيه خير كل قومياتنا السودانية فالحياة عند المجتمع السوداني أزلا هي قيمة وإضافة، أي أن تقيم نفسك وتضيف إلى غيرك وتخدم مجتمعك وتحافظ عليه وتصونه من العواصف والأعداء والأفكار الهدامة.
فالذي حصر في هذا التغيير الإقليمي في خارطتنا وجغرافية السودان بالعواصف التي أتت لتقتل القيم والأخلاق وهذه العواصف تعني ألا نكون كما كنا بل نتوجه لمتغيرات العالم المادية في ثقافتنا المحشوة بالانحلال والانحطاط أردنا أم لم نرد ذلك وإذا أردنا كيف نحافظ على هذا التراث والموروث القيمي الفكري التربوي الأخلاقي.
وهنا نوجّه رسالتنا إلى أهل التصوف وقادتهم وقادته ورموزه لنتفاكر ونتشاور بعقلية الضعيف وفكر القوي وثبات المؤمن أي أن لا ننهزم نفسيا ولا فكريا بل نتوافق مع أقدار الله ونوجّهها إلى تربية الأبناء والحفاظ على الأجيال بعيدا عن أحلام ومطامع وطموح الساسة لأن الساسة ينظرون للأمور حسب المصالح التي يوجّهها لهم أهل المادة ويقبلونها حسب وجهتهم ليخرجوا من دائرة الإيمان والاطمئنان إلى دائرة من ذا الذي يحكم الآن.
الأخوة داخل وخارج السودان إننا شعب رفعنا راية المعرفة والفهم والإدراك في كل مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وفي كل العالم تحدثنا بأخلاقنا قبل حروفنا وتحدثنا بأفعالنا واحترامنا للآخر وإكرامنا لكل من يكرمنا وعفونا وسماحنا عن كل من ظلمنا بل سمونا بين كل المجتمعات بحفظنا لحقوق الآخرين واحترامنا لرأيهم حتى كانت الهوية الفكرية الاجتماعية هي علوم المعاملة التي نتحدث بها بين كل المجتمعات فإذا أردنا أن نصلح مجتمعنا ونحافظ على أجيالنا علينا أن نضع نصب أعيننا على هذي المفاهيم السودانية التي تربى عليها كل سوداني في القرى والحضر وفي القرى والمدن التي اخترقوها بقيم وعادات موجهة لقتل الكرامة وقتل الأعراف والتقاليد التي لا تناسب موجهاتهم وعواصفهم العدائية.
فإيمانا وقدرا هذا شأن رباني وأقدارنا وإرادة السنن الكونية التي يجريها الله على عباده فنحن لا ننهزم ولا نستسلم ونبقى على ضعف إيماننا وحجتنا لا إله إلا الله محمد رسول الله وقضيتنا تحققنا بها وتوجه فكرنا إلى تربية أبنائنا وأجيالنا وتبصيرهم بنورها ليستظلوا في ظل أمنها وأمانها المطمئن، المطمأن لنحتمي بها من الشيطان وأعوانه والغفلة وأهلها وأن نكتفي بما قسمه الله ونرضى به ولا نطمع في غير قسمتنا أي لا ننزل لأهل المادة ولا نعاديهم ونداريهم ولا نقاطعهم ونواددهم ولا نحاربهم أي نضع سياسة تحفظ الحقوق لنا ونعرف كيف نتعامل مع مصالحنا دون استسلام وانهزام.
الأخوان الساسة وأهل الفكر ورموز أعيان البلد خارج وداخل السودان نؤمن بمواطنتهم ونؤكّدها وندين لها ولكم منا كل حب واحترام الوطنية بكل أبعادها مع احترامنا لموروثاتنا وعاداتنا وتقاليدنا لأنها هي فكر الأبوات وروح الأجداد وطموح الأبناء إن شاء الله في مدهم والحفاظ على هذا الموروث وعليه يجب أن نمكن للأبناء ونصلح للأجيال تجربة جديدة نصيغها بهذا الاختلاف والتباين ونحتمي بكل قومياتنا ونلتجئ إلى ثقافاتها وفنونها لنؤكد أصلية هذا السودان ومعرفة جغرافيته وحدوده الممتدة في العالم بأخلاقنا وقوة إرادتنا وسماحة منهجنا ويجب علينا أن ننظر أيضا إلى هذه المتغيرات التي تغيرت بفهم المادة لا الفكر ولا القيم بل تغير المجتمع الإقليمي والمحلي والدولي بالمادة الموجه إلى قتل إرادتنا وتحقيق نفوذهم في مملكتهم باستغفالنا واستغلال حوجتنا لتكون وسيلة ضغط للتنازل عن المبادئ التي تثيرنا وتشبعنا بمبادئها بقدرة الله دون حول منا ولا قوة
حينما وهبنا الله الأخلاق والقيم وهب غيرنا المال وهكذا تكون المعاملة بين المال والقيم والأخلاق ونحدد نحن إذا كانت لنا إرادة إلى ماذا نريد المال او الأخلاق وها هي الدائرة المغلقة التي يدخل بها أهل الانتخاب لنصرة الأخلاق أم المال والكل يدعي أن ينصر الأخلاق ولكن كيف ومتى وبماذا سؤال جوهري نحتاج أن تجاوبه أحاسيسنا قبل عقولنا وفكرنا لأن (تشظينا) دويلات الحرب وعرفنا ماذا قدمت المادة حينما استوردت السلاح لحرقنا وقتلنا.
أخوة السودان وخارجه نحن نشكر الله أولا وكل من يساهم معنا في حل قضيتنا على المستوى الإقليمي والمحلي والعالمي ولكن نريد أن نعرف أن حلنا هو في معرفة قيمة أرضنا والحفاظ على عرضنا الذي يكون هويتنا الاجتماعية التي قاتلونا عليها بمفاهيم خاطئة دون وعي منا فقد حارب أهل السودان العنصرية بتكوينهم مجتمع السودان.
إذا نثبت بهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وسماحتنا وتعايشنا الإسلامي العربي الإفريقي إننا لسنا بعنصريين حينما تكونت هذه الهوية السودانية من العرب والأفارقة وهذا دليل قاطع بأن المشكلة ليست عنصرية كما يعتقد البعض لأن هذا المجتمع الأفريقي الإسلامي العربي كون ثقافه جديدة على غيرها كونت وحدة وطنية وتلاحم عربي إفريقي أسهم في قضايا إفريقية وفي قضايا العرب وفي قضايا المسلمين.
وعليه يجب أن نؤكد أن مشكلتنا ليست في قضيتنا السودانية الدخيلة بل قضيتنا في من يريد أن يمتلكنا ويوجّهها ويقتل إرادتنا بماله لا بفكره بقوته لا بطرحه الإنساني ونتمنى أن لا نخرج عن الإطار الموضوعي وأن نتعامل بأمانه علمية لطرح القضية السودانية بين المجتمعات إذا أردنا أن نتكلم بلغة العقل والفكر الإسلامي الذي يوجّه كل القوميات والشعوب للتعايش وعدم زج الدين في المصالح وعدم زج الشعوب في العداوات بالمصالح.
الشيخ الطيب الشيخ برير الشيخ الصديق
سجادة خور المطرق











