البرهان يوجّه القوات بتحرك جديد
النورس نيوز
في تطور لافت يعيد ترتيب مسار المعركة في غرب السودان، كشف حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، عن توجيه مباشر من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يقضي بالتقدم غرباً نحو دارفور في تحرك عسكري يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة على امتداد الإقليم. التصريحات جاءت خلال مخاطبة مناوي لقوات الجيش بسلاح المدرعات في الخرطوم، حيث أكد أن التحرك يمثل خطوة مقررة لاستعادة السيطرة ودعم مواقع القوات في المناطق التي شهدت تراجعاً خلال الفترة الماضية.
مناوي شدد على أن الهدف من التقدم ليس استعادة منطقة بعينها، بل منع تمدد الفوضى وتحقيق توازن ميداني يسمح بعودة النازحين وتعزيز الأمن في الولايات الخمس. وأشار إلى أن سقوط مدينة الفاشر مؤخراً بيد قوات الدعم السريع أدى إلى اتساع نطاق سيطرتها، ما دفع القوات المسلحة إلى إعادة ترتيب تحركاتها بهدف استعادة المبادرة وتقليل الخسائر الإنسانية الناجمة عن استمرار القتال داخل المدن.
وأكد مناوي أن الإقليم يواجه خطراً مركباً نتيجة ما وصفه بمحاولات “إخضاع السودان بوسائل غير وطنية”، مشيراً إلى تدخلات خارجية وصفها بالطامعة، تسعى إلى توظيف موارد البلاد وتوجيه النزاع بما يخدم مصالحها. واعتبر أن المرحلة الحالية تتطلب موقفاً موحداً يرفض الانقسامات ويعيد الاعتبار لسيادة الدولة بعيداً عن الضغوط الاقتصادية والابتزاز السياسي.
وتحدث مناوي عن شروط صارمة لأي هدنة إنسانية محتملة، وعلى رأسها انسحاب قوات الدعم السريع من المستشفيات والأحياء السكنية والمقار الحكومية، إضافة إلى الإفراج عن المختطفين وتأمين ممرات آمنة لعودة النازحين. وقال إن أي اتفاق لا يستوفي هذه الشروط سيُنظر إليه كخطوة محفوفة بالمخاطر قد تمهد لتقسيم فعلي في الجغرافيا السودانية.
التوجيه الجديد من البرهان يأتي في وقت تتسارع فيه التطورات العسكرية في دارفور، وسط حالة من الترقب الشعبي لما ستؤول إليه التحركات القادمة، خصوصاً بعد اتساع رقعة المواجهات وارتفاع حدة التصريحات بين الأطراف المتحاربة حول مستقبل الإقليم ومستقبل السودان ككل.











