اقتصاد

الفالح: نصف الاقتصاد السعودي أصبح منفصلًا عن النفط

النورس نيوز

الفالح: نصف الاقتصاد السعودي أصبح منفصلًا عن النفط

متابعات _ النورس نيوز

في خطوة تؤكد التحول العميق الذي تشهده المملكة العربية السعودية نحو تنويع مصادر الدخل، أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن أكثر من نصف الاقتصاد الوطني أصبح اليوم منفصلًا تمامًا عن النفط، مشيرًا إلى أن مساهمة القطاعات غير النفطية بلغت 50.6%، وهو ما يعكس نجاح خطط الإصلاح الاقتصادي التي تتبناها رؤية المملكة 2030.

وأوضح الفالح في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” أن الإيرادات الحكومية التي كانت تعتمد سابقًا على النفط بشكل شبه كامل، أصبحت اليوم تستمد نحو 40% من مصادر غير نفطية، تشمل قطاعات الصناعة والسياحة والخدمات والتقنية الحديثة. وأكد أن هذا التحول ليس مؤقتًا بل يمثل توجهًا استراتيجيًا لترسيخ اقتصاد متنوع ومستدام قادر على مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.

وأشار الوزير إلى أن ما تحقق يعكس الجهود الكبيرة التي تقودها الحكومة في تطوير بيئة استثمارية جاذبة وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، مؤكدًا أن الاستثمارات الأجنبية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأعوام الأخيرة بفضل القوانين الجديدة والمناخ الاقتصادي المستقر.

وفي السياق ذاته، كشف جوناثان روس، الرئيس التنفيذي لشركة “غروك” المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، أن السعودية تمضي بثبات لتصبح مركزًا عالميًا لبيانات الذكاء الاصطناعي بفضل فائض الطاقة الذي تتمتع به المملكة. وأوضح روس أن نقل الطاقة مكلف بينما نقل البيانات أقل كلفة، مما يجعل من السعودية موقعًا مثاليًا لمعالجة البيانات وتشغيل مراكز الحوسبة الضخمة محليًا.

وأضاف أن الجمع بين وفرة الطاقة والاستثمار في البنية التحتية الرقمية يجعل السعودية لاعبًا رئيسيًا في مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات ستجذب الشركات العالمية التي تبحث عن بيئات تشغيل مستقرة وآمنة للطاقة والبيانات في آن واحد.

وتأتي هذه التصريحات تزامنًا مع انعقاد النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في العاصمة الرياض، الذي يُقام في الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر تحت شعار “مفتاح الازدهار”. ويُعد المؤتمر منصة دولية تجمع القادة والخبراء والمستثمرين لبحث مستقبل الاقتصاد العالمي ودور السعودية المتنامي في صياغته.

ويؤكد مراقبون أن ارتفاع مساهمة القطاعات غير النفطية إلى أكثر من 50% يشكل علامة فارقة في مسيرة الاقتصاد السعودي، إذ يُعد مؤشراً عملياً على نجاح رؤية 2030 في تقليل الاعتماد على النفط وتحويل المملكة إلى مركز اقتصادي متكامل يعتمد على الابتكار والتقنية والاستثمار المستدام.

بهذه الخطوات، تواصل السعودية رسم ملامح اقتصاد جديد أكثر تنوعًا وانفتاحًا، لتتحول من دولة تعتمد على النفط إلى قوة اقتصادية إقليمية تقود التحول في مجالات الاستثمار والتقنية والطاقة المتجددة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى