
قبل أن تُطفأ الأنوار في المستشفى السعودي.. جريمة لا تُصدق
الخرطوم – النورس نيوز
كشف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عن تفاصيل مروّعة بشأن ما وصفه بـ”جريمة تصفية جماعية” ارتكبتها قوات الدعم السريع داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، مؤكداً أن المليشيا أعدمت أكثر من 460 مريضاً كانوا يتلقون العلاج داخل المستشفى.
وقال مناوي في تصريحاته إن هذه الجريمة تمثل امتداداً لسلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، متهماً إياها بارتكاب مجازر في مدن كتم وطويلة والجنينة، واستباحة الخرطوم في بدايات الصراع. وأضاف: “ما يحدث الآن في دارفور إبادة جماعية حقيقية، والعالم يصمت خوفاً من الزبون، لذلك لا خيار سوى الدفاع عن النفس بالسلاح.”
وانتقد مناوي ما وصفه بـ”ناشط الإبادة الجماعية التعايشي”، قائلاً إنه بدأ حملة توقيعات ضده بزعم أنه يدعو للحرب، في وقت كان فيه يدعو للتعبئة العامة من أجل حماية المدنيين ومنع الإبادة الجماعية.
مأساة إنسانية غير مسبوقة
وفي السياق ذاته، أعلنت نائب مفوض العون الإنساني، منى نور الدائم، أن حصيلة القتلى في مدينة الفاشر تجاوزت 2000 قتيل، معظمهم من المدنيين، مؤكدة أن الجثث ما تزال ملقاة في الشوارع والميادين العامة داخل المدينة وفي ضواحي بارا.
وأوضحت نور الدائم أن قوات الدعم السريع لاحقت الفارين من المستشفيات والمنازل ومراكز الإيواء، وأنها ارتكبت عمليات قتل واغتصاب بحق النساء والأطفال، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها الإقليم منذ اندلاع الحرب.
وحذرت منى نور الدائم من أن استمرار الصمت الدولي يشجع المليشيا على ارتكاب المزيد من الجرائم، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل العاجل وفتح تحقيق دولي شامل حول ما جرى في المستشفى السعودي وبقية مناطق دارفور.
مطالبات بتدخل دولي
تزايدت الدعوات المحلية والدولية لمحاسبة قادة الدعم السريع وعلى رأسهم محمد حمدان دقلو “حميدتي” وشقيقه عبد الرحيم، بعد انتشار تقارير وفيديوهات توثّق عمليات قتل جماعي داخل المستشفى السعودي. وقال مراقبون إن حجم الجرائم الموثقة قد يدفع مجلس الأمن للتدخل بصورة مباشرة إذا لم تبادر العدالة السودانية باتخاذ خطوات فورية.
وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه مصادر إعلامية أن شبكة “العربية” و”الحدث” قامت ببث صور وفيديوهات حقيقية من داخل الفاشر، رداً على اتهامات الدعم السريع التي زعمت أن المواد الإعلامية “مفبركة”.
ويشهد إقليم دارفور وضعاً إنسانياً مأساوياً، وسط انقطاع الإمدادات الطبية ونقص الغذاء والماء، فيما تتواصل الاشتباكات داخل المدينة بين قوات الجيش والدعم السريع دون مؤشرات قريبة لانتهاء الصراع.











