الضغوط الدولية والإقليمية على السودان.. الرباعية بين المصالح الأجنبية ومصالح الشعب
النورس نيوز
الضغوط الدولية والإقليمية على السودان.. الرباعية بين المصالح الأجنبية ومصالح الشعب
كتب: عبدالماجد عبدالحميد
تشهد الساحة السودانية اليوم ضغوطًا رهيبة تمارسها أطراف دولية وإقليمية على السودان لقبول النسخة الجديدة لمبادرة الرباعية، وهي ضغوط لا علاقة لها بمصالح الشعب السوداني على المدى الاستراتيجي. فالأطراف الضاغطة تهدف في المقام الأول إلى تحقيق مكاسبها الخاصة، بعيدًا عن أولوية حماية الوطن ومصالح مواطنيه.
في الأيام الأخيرة، نقل سفير جمهورية مصر بالسودان التحديثات الجديدة لمبادرة الرباعية وناقشها مع شخصيات سودانية نافذة وفاعلة في المشهد السياسي. وقد أخذت هذه التحديثات في الاعتبار الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش السوداني في مسارح وجبهات القتال، إلى جانب تصاعد حالة الإنهاك لدى مليشيات التمرد، ما يرفع من كفاءة الموقف الداخلي لصالح الدولة.
أخطر ما تسعى إليه القوى الدولية والإقليمية هو استيعاب مليشيات التمرد كمكون سياسي بعد تجريدها من السلاح، بحيث يتم إدماجها في خارطة السلطة في السودان، بما يمنحها مشاركة على مستويات مختلفة في السلطة المركزية. هذه الخطوة، في حال تنفيذها، تهدد استقرار الدولة وتضعف من قدرة السودان على الحفاظ على سيادته ومكتسباته.
ما يحتاجه الشعب السوداني اليوم هو رؤية واضحة وخطة استراتيجية من قيادة البلاد، تضمن حماية مصالح ومكتسبات السودانيين الذين كسروا شوكة المؤامرة، وتعمل على بناء وطن قوي وشامخ للأجيال القادمة. الهدف الأساسي يجب أن يكون ضمان أن يعيش المواطن السوداني تحت سقف وطن عزيز وكريم، قادر على مواجهة التحديات والأزمات دون أن يكون رهينة لمصالح خارجية.
إن ما يريده الواقفون خلف الرباعية أن يبقى السودان دولة رخوة، ضعيفة، غير قادرة على الوقوف في وجه الأعداء والعواصف. أما الشعب السوداني وقيادته الوطنية، فيعرف تمامًا أن الحفاظ على الدولة القوية هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل مستقر وآمن.












