مقالات

“زادنا تحت النار”.. لماذا يُستهدف النجاح في السودان؟

النورس نيوز

“زادنا تحت النار”.. لماذا يُستهدف النجاح في السودان؟

بقلم: يوسف عبدالمنان – صحيفة الكرامة

النورس نيوز _ في السودان، يبدو أن النجاح أصبح تهمة لا تُغتفر، وأن كل من يحقق إنجازًا حقيقيًا في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد، يجد نفسه في مرمى سهام الحاقدين والمصالح المتشابكة. فبينما تتسابق الشعوب لبناء مؤسساتها الوطنية، نجد في بلدنا من يسعى لهدم ما تبقى من صروح وطنية ناجحة، خدمةً لأجندات خارجية وأطماع اقتصادية تمتد من وراء الحدود.

 

 

المشهد الراهن يكشف عن حملة منظمة تستهدف شركة “زادنا” الوطنية، وهي واحدة من آخر القلاع الاقتصادية التي أثبتت كفاءة وقدرة عالية في تطوير الزراعة وإدارة الموارد، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

 

 

 

تقوم هذه الحملة – بحسب ما يُتداول – على ترويج معلومات مغلوطة وتلفيقات مقصودة تتعلق بعمل الشركة ومشروعاتها، وعلى رأسها مشروع قندتو الزراعي بولاية نهر النيل.

 

لكنّ الحقيقة التي أكّدها بيان صادر عن ولاية نهر النيل توضح أن شركة “زادنا” لم تكتفِ بدور المقاول الزراعي التقليدي، بل تجاوزته إلى مرحلة التطوير والإسناد الفني والتقني للمزارعين، عبر توفير التقاوي، وتمويل الطاقة البديلة، وتشييد محاور الري الحديثة. كما أنها تُعدّ أول شركة وطنية تستخدم الطاقة الشمسية في الزراعة وتُدخل الزراعة عبر المحاور بشكل منهجي ومنظم.

 

 

نجحت “زادنا” خلال السنوات الماضية في مضاعفة إنتاجية الأراضي الزراعية في مشروع قندتو، وهو ما جعلها نموذجًا يُحتذى في الكفاءة والإدارة الوطنية. ومع ذلك، لم يسلم هذا النجاح من الاستهداف؛ فخلال فترة حكومة “قحت”، تعرّضت الشركة لحملة تضييق ممنهجة، تمثلت في وقف التمويل وتشريد العمالة الماهرة ومحاولات إضعاف حضورها في السوق الزراعي.

 

 

ويرى مراقبون أن وراء هذا الاستهداف مجموعات مصالح اقتصادية ترتبط برجال أعمال وشركات أجنبية، على رأسهم أسامة داود، الذي تشير التقارير إلى دعمه لمصالح إماراتية تسعى للهيمنة على الأراضي الزراعية الخصبة في ولايتي نهر النيل والشمالية، وهما المنطقتان اللتان تشكلان مستقبل السودان الزراعي ومخزون أمنه الغذائي.

 

 

الحملات الأخيرة التي تتحدث عن فشل المحاصيل في مشروع قندتو، ليست سوى محاولة مكشوفة لتشويه الصورة، خصوصًا أن موسم زراعة القمح والبطاطس لم يبدأ بعد، إذ إن موعده الحقيقي في نوفمبر المقبل. هذه الأكاذيب، كما يقول المراقبون، تهدف إلى تضليل الرأي العام وخلق صورة سلبية عن الشركة الوطنية “زادنا”، تمهيدًا لإضعافها وفتح الباب أمام الشركات الأجنبية.

 

 

إن ما تتعرض له “زادنا” ليس مجرد صراع على إدارة مشروع زراعي، بل هو صراع على السيادة الاقتصادية الوطنية، ومحاولة لإزاحة الشركات المحلية الناجحة لإفساح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية التي لا ترى في السودان سوى سوق مفتوح للربح، دون أدنى اعتبار لمصلحة الوطن والمزارع السوداني.

 

 

لقد أصبحت شركة زادنا عنوانًا للنجاح الوطني، مثلما أصبح أعداؤها عنوانًا للفشل والجشع والطمع. وإذا كان النجاح في السودان يُستهدف بهذه الصورة، فإن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو:
هل أصبحنا فعلاً في بلدٍ يُعاقَب فيه الناجح، ويُكافأ فيه الفاشل؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى