أخبارمقالات

عثمان ميرغني: خارطة الطريق الدولية بحاجة إلى تعديل لضمان هذا الأمر المهم

النورس نيوز

عثمان ميرغني: خارطة الطريق الدولية بحاجة إلى تعديل لضمان هذا الأمر المهم

النورس نيوز _ الخرطوم – 15 سبتمبر 2025
في تطور جديد ضمن جهود المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في السودان، عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والسعودية والإمارات اجتماعاً مشتركاً أمس ناقشوا خلاله مستجدات الملف السوداني، وأصدروا بياناً تضمّن مجموعة من المبادئ والتوصيات الرامية إلى وقف النزاع وتهيئة الطريق لعملية سياسية شاملة.

البيان الرباعي أكد منذ البداية على ضرورة احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، وشدد على أن الحل العسكري للأزمة غير ممكن، داعياً الأطراف المتحاربة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية. كما اقترح الوزراء هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار، على أن تعقبها فترة انتقالية سياسية تنتهي خلال تسعة أشهر بتشكيل حكومة مدنية مستقلة تحظى بشرعية واسعة.

وشدد البيان كذلك على رفض أي دور للجماعات المتطرفة، خاصة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، في رسم مستقبل السودان، معتبرين أن وقف التدخلات الخارجية وتجفيف مصادر التسليح يمثل خطوة جوهرية لإيقاف الحرب. كما أبدى الوزراء دعمهم الكامل لمسار جدة الذي ترعاه السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب تأييد المبادرة المصرية التي جمعت قوى مدنية وسياسية سودانية في يوليو 2024.

في المقابل، قدّم الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني قراءة نقدية لخارطة الطريق، مشيراً إلى أنها رغم أهميتها إلا أنها تتطلب بعض التعديلات الجوهرية حتى تكون قابلة للتطبيق. وأوضح ميرغني أن التحدي الأول يتمثل في صعوبة تنفيذ هدنة مؤقتة في ظل اتساع رقعة العمليات العسكرية، معتبراً أن الحل الأمثل هو الإيقاف الكامل للعمليات القتالية وليس مجرد هدنة محدودة زمنياً.

أما التحدي الثاني، بحسب ميرغني، فيتعلق بضرورة الحوار السوداني الشامل دون إقصاء أي طرف سياسي، مؤكداً أن أي عملية سياسية تستبعد مكونات مؤثرة مثل تحالف تأسيس ستظل ناقصة ولن تقود إلى استقرار دائم. وأضاف أن القوى المدنية بدأت تدرك أن الشمولية في الحوار هي السبيل الوحيد لبناء وطن جديد يستوعب الجميع.

ورغم هذه التحفظات، دعا ميرغني إلى البناء على ما تم إنجازه في خارطة الطريق الدولية، والعمل على تعديلها بما يضمن تنفيذها بفعالية، وصولاً إلى الهدف الأهم وهو إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى السودان.

الاجتماع الوزاري الرباعي المقبل، المقرر عقده في سبتمبر 2025، يُنتظر أن يكون محطة مفصلية لتقييم ما تم التوصل إليه والبناء على الخطوات العملية التي يمكن أن تضع السودان على مسار مختلف نحو السلام والانتقال المدني.


اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى