عبد الرحمن المهدي في حوار “ألوان”: يكشف تفاصيل الصراع داخل حزب الأمة
حاوره: مجدي العجب _ النورس نيوز
س: برأيك، ما أثر وفاة الإمام الصادق على المشهد السياسي عامة؟
ج: لا شك أن غياب الإمام رحمه الله أربك الساحة السياسية كلها، فقد كان طرفاً أساسياً في تأمين الفترة الانتقالية والتواصل مع جميع الأطراف. كان يتحاشى أي صدام بين الجيش والدعم السريع، معتبره مدمراً للبلاد. أُنشئت آلية حزبية سرية منذ أبريل 2019 بموجب قسم ضم الإمام والبرهان وحميدتي لحماية الفترة الانتقالية، بينما بعض القوى السياسية كانت تسعى لزيادة الفرقة، وهذا قصر نظر كبير. الدولة عانت من الهشاشة بسبب الحروب والنزاعات والمظالم الجهوية، والحكمة كانت تقضي بنهج الإمام بالمباصرة لا المعاصرة، لكن قدر الله وما شاء فعل.
س: وما سبب الغليان المستمر في حزب الأمة القومي بعد غيابه؟
ج: الإمام كان يشكل مرجعية للكل داخل الحزب، وكان يحرص على الوفاق الداخلي. بعد انتقاله، اتفقت مؤسسة الرئاسة على تكليف اللواء م فضل الله برمة بالرئاسة، على أن يتخذ قراراته بالتعاون مع المؤسسات الأخرى، إلا أن اللواء اتخذ نهجاً مختلفاً ودرج على اتخاذ قرارات منفردة في أمور جوهرية، ما أدى إلى تصعيد الخلافات بعد الحرب.
س: هل يمكن أن توضح أكثر؟
ج: نعم، بعد الحرب تعذر انعقاد المكتب السياسي ومجلس التنسيق، ولجأ الرئيس لحضور توقيع إعلان نيروبي بين “تقدم” والدعم السريع في يناير 2024 دون إخطار المؤسسات، مما أدى لانفجار الرئاسة. نظم الحزب اجتماعاً في القاهرة مارس 2024، وأُلزم الرئيس بالالتزام بميثاق مؤسسات الحزب، لكن اللواء شارك في مؤتمر نيروبي فبراير 2025 دون العودة للمؤسسات، وهو ما أدى إلى سحب التكليف منه وتكليف الأستاذ محمد عبد الله الدومة.
س: هل الدومة مكلف رسمياً؟
ج: نعم، كان مكلفاً كرئيس بالإنابة منذ مايو 2024 بموافقة اللواء برمة، واستمر بعد سحب التكليف من الأخير، وتولى المهمة بالتوافق مع بقية الأجهزة.
س: من يدير الحزب حالياً؟ هل اللواء برمة؟
ج: إدارة الحزب تتطلب هيكل تنظيمي وخطاب سياسي، وغياب القيادات العليا منذ ما بعد الحرب أفقد الجماهير التواصل. اللواء برمة يعتبره بعض منسوبو “تأسيس وتقدم” رئيساً لهم، لكنه لم يستمد شرعيته من الدستور، وقراراته تتعارض مع مبادئ الحزب.
س: ماذا عن الأمانة العامة؟ هل تدير الحزب؟
ج: الأمين العام الحالي اختصاصاته تنفيذية، ويجب أن ينفذ قرارات الرئاسة والمكتب السياسي، لكنه تجاوز مؤسسات الحزب في بعض الأحيان، ما أدى لتراجع أداء الأمانة على الأرض، خصوصاً في الولايات والملاجئ.
س: إذن من يمثل الحزب على الأرض؟
ج: الحزب على الأرض يمثله رؤساء الولايات، وهم ملتزمون بالتواصل مع قواعدهم ومع الشعب، وقد أيدوا قرار سحب التكليف عن اللواء برمة بعد توقيعه على ميثاق تأسيس حكومة الدعم السريع المزمعة.
س: هل يمكن أن يكون المكتب السياسي مخرجاً؟
ج: إذا نجح المكتب السياسي في الانعقاد بصورة متوافق عليها، سيكون خطوة أفضل من الوضع الحالي، لكن هناك عقبات لائحية وتنظيمية. الحل الآخر هو الدعوة لهيئة مركزية، حيث الخلاف أقل، ووجود إرادة جادة سيحقق التوافق.
س: ما موقفك الشخصي من الوضع الحالي؟
ج: تحركاتي يسوقها ضميري الوطني وانتمائي للحزب، وليس استجابة لأحد. هدفي حماية الحزب والوطن، والابتعاد عن الصراعات الشخصية.
س: هل ستلتحق بالحكومة؟
ج: لا، التحاقي بالحكومة غير وارد، وسأركز على خدمة بلدي والدفاع عن قضايا الوطن العادلة.
س: كيف ترى مستقبل حزب الأمة؟
ج: المطلوب الآن هو التجديد والتصحيح بعد الانحراف عن المسار الصحيح، وإعادة وحدة الحزب للوصول إلى وحدة الوطن.
س: ماذا تقول لمن انحاز لمليشيا الدعم السريع؟
ج: أقول لهم، خاصة للواء برمة، إن موقفكم يخالف تاريخكم ومبادئكم، والمليشا تهدف لتقسيم البلاد وتنفيذ مخطط أجنبي، وعلينا جميعاً اتباع الحق والبعد عن الباطل.
س: كلمة أخيرة؟
ج: لا خير فينا إذا لم نسعَ لتماسك الحزب والوطن، وعلينا تجاوز الخلافات الصغيرة والمضي في حماية هذا الكيان الغالي.











