مصر …تُسيّر القطار العاشر ضمن مبادرة العودة الطوعية للسودانيين
القاهرة – 1 سبتمبر 2025م _ النورس نيوز
في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، سيرت الدولة المصرية القطار العاشر المخصص لنقل المواطنين السودانيين العائدين طوعياً إلى وطنهم، وذلك ضمن المبادرة الإنسانية التي أطلقتها القاهرة لتخفيف معاناة الأشقاء السودانيين وتيسير عودتهم الآمنة.
وانطلق القطار رقم 1940 يوم الأحد من محطة سكك حديد مصر بالقاهرة متوجهاً إلى محطة السد العالي في أسوان، وعلى متنه مئات الأسر السودانية، حيث وفرت السلطات المصرية جميع التسهيلات الخدمية واللوجستية لضمان رحلة آمنة ومريحة، شملت فرق دعم لمساعدة كبار السن، وعربة مخصصة لنقل الأمتعة، إضافة إلى إجراءات تنظيمية دقيقة داخل المحطات وعلى متن القطار.
المبادرة، التي جاءت بتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، تشرف عليها الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالتعاون مع جهات حكومية وإنسانية، حيث اعتُبرت هذه الرحلة العاشرة منذ انطلاق الخطة. وقد عبّر عدد من الركاب السودانيين عن امتنانهم لما وجدوه من استقبال كريم وتنظيم متميز، مؤكدين أن هذه التجربة ستظل شاهداً على روح الأخوة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد نقلت هيئة السكك الحديدية حتى الآن نحو 9548 مواطناً سودانياً عبر تسع رحلات سابقة، بمتوسط يقارب 940 راكباً في كل رحلة، وهو ما يعكس حجم الإقبال الكبير على المبادرة، ودورها في تخفيف الأعباء عن مئات الأسر التي عانت ظروف الحرب والنزوح.
ومع تزايد الطلب على المشاركة، أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر استعدادها لتسيير رحلات إضافية خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع الجانب السوداني، لضمان استيعاب المزيد من الراغبين في العودة، وذلك في إطار تضامن رسمي وشعبي يعزز صورة مصر كداعم رئيسي للأشقاء السودانيين في محنتهم.
وبوصول القطار إلى محطة السد العالي في تمام الساعة 11:10 مساء الأحد، باشرت السلطات المختصة في أسوان استكمال إجراءات سفر الركاب نحو السودان، فيما يواصل القطار نفسه رحلاته المنتظمة داخل مصر برقم 1945 (درجة ثالثة مكيفة)، حيث يغادر أسوان مساء الاثنين ليصل إلى القاهرة صباح الثلاثاء.
هذه الجهود تأتي لتجسد نموذجاً حياً للتعاون الإنساني بين دولتين تربطهما علاقات عميقة ووشائج تاريخية، وتؤكد التزام مصر بمساندة الشعب السوداني في مواجهة تحديات النزوح والحرب، بما يفتح الباب أمام المزيد من المبادرات التي تستهدف دعم الاستقرار والعودة الآمنة للمواطنين.











