
ولد الشاعر الجيلي عبد المنعم عباس برفاعة عام 1941م ، وتلقى تعليمه الأولي والأوســــط بمدارس رفاعة الأهلية ثم انتقل للدراسة بحنتوب الثانوية . ومنها التحق بجامعة الخرطوم عام 1960م بكلية القانون ، وتخرج منها في 1965م ، وفي نفس العـام عمل مستشاراً للبرلمان حتى انقلاب مايو . وبعد مايو عين في 1971م قاضياً بالقضاء العسكري حتى 1977م ، ثم هاجر إلى دولة الأمارات العربية واستقر بها .
البدايات
في عام 1958م كتب الجيلي أول أغنية له (أيامك) وكان آنذاك في المرحلة الثانوية بالصف الثاني وأرسلها للإذاعة في بريد الفنان وردي ليتغنى بها ، فوجدها الفنان احمد المصطفى في بريد وردي وكان الخطاب مفتوح فقرأها وأعجب بها واتى بـها لوردي في حفل بمدرسة الخرطوم الثانوية ، فلحنها وردي وتغني بها لأول مرة في معسكر بخور عمر وفي حفلات كثيرة .
أيامك باسمة يا قلبي وأنت بتشكي
تتظلم وبهجران أحبابك تحكي
وتسامر الليل ونجومو
وتقاسي براك همومو
وتواسيك عيوني الساهرة
وتبكي آه تبكي
مكتوبلك جنة يا قلبي وما راضيها
شوف الدنيا وزهر الريد حافيها
اطيارا وديعة مسالمة
وظلالا الوارفة الحالمة
همسات عشاق مع الليل
والليل راويه
انت خلقوك للحب والهوى والنشوى
وصاغوك حنان ومودة وسلوى
وليه ترمى عيونك دمعة
وفؤادك تحرقو لوعة
خلقوك عشان ما تردد أجمل غنوه.
تنتزل بحب
وفي عام 1960م وأثناء رحلة فنية للبنان للترفيه عن الطلبة شارك فيها الأستاذ وردي والأستاذ صلاح بن البادية ، طلب صلاح من وردي أن يتنازل له عن أغنية (أيامك) لإعجابه بها ولأن وردي كان يمتلك أغنيات كثيرة وصلاح في بداياته فتنازل له وردي عن (أيامك) .
التقى الجيلي عبدالمنعم بوردي لاول مرة في عام 1959م إثناء حفل بمدني ، واندهش وردي بصغر عمره وفي الموضوعات التي يتطرقها شعره ، واتفقا علي أن يستمر التعاون بينهما . وفي عام 1963م كتب الجيلي ثاني أغنياته من وحي الغربة (الهوى الأول) بالمانيا وتغنى بها وردي في بداية عام 1964م .
أخادع نفسي بي حبك وامنيها
واهرب حتى من ذكراك والاقيها
دموع الحسرة في عينية اخفيها
نار الشوق اقول الصبر يطفيها
اقول انساك وانسى شقاي لو قادر
وطول الغربة والحرمان بلا آخر
اسيبك كيف وانت الناهي والآمر
وكيف اصبر وعارف نفسي ما صابر
شبابي معاك ما أضيع امانيه
وعمر هواك ما أقصر لياليه
رضيت بي ظلمو أحياه أقاسيه
ولو خلاني ما بقدر اخليه









