بعد قرارات البرهان.. تسريبات عن اجتماعات لضباط إسلاميين
الخرطوم – النورس نيوز _ أثارت القرارات الأخيرة التي أصدرها القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والمتعلقة بتعيين قيادة جديدة لهيئة الأركان وإحالة عدد كبير من الضباط للتقاعد، موجة من الجدل والانقسام داخل المؤسسة العسكرية.
وبينما وصفت دوائر قريبة من البرهان الخطوات بأنها إصلاحات داخلية تهدف إلى تنظيم المؤسسة العسكرية وضبط الولاءات، اعتبر مراقبون أن الهدف الحقيقي هو تعزيز قبضة البرهان على الجيش وضمان ولاء القيادات العليا له شخصياً.
تسريبات صحفية كشفت عن عقد اجتماعات سرية في مدينة كسلا ضمت ضباطاً محسوبين على تيارات إسلامية مرتبطة بالحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني، حيث ناقشوا رفضهم لتعيينات البرهان واعتبروها انتصاراً لتيار علي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الاجتماع انتهى برفع مذكرة احتجاجية ضد قرارات الإحالة الأخيرة التي طالت أكثر من 150 ضابطاً.
ويرى خبراء عسكريون أن هذه التغييرات قد تزيد من حدة الانقسامات داخل الجيش، خاصة أن بعض الضباط المحالين للتقاعد ينتمون لأجنحة سياسية ظلت مؤثرة داخل المؤسسة لعقود. وأشار المحلل العسكري وليد عز الدين إلى أن البرهان يركز على إعادة ضبط الولاءات أكثر من تركيزه على الإصلاح المؤسسي، فيما اعتبر المحلل السياسي حاتم طه أن القرارات تحمل بعداً سياسياً ودولياً، خصوصاً مع إحالة ضباط يخضعون لعقوبات خارجية.
وتخوف مراقبون من أن تؤدي هذه التطورات إلى تصدعات أكبر داخل المؤسسة العسكرية في ظل استمرار الحرب وتعقّد المشهد السياسي، وسط مخاوف من أن تتحول الخلافات إلى انشقاقات فعلية خلال المرحلة المقبلة.











