احتجاجات في بورتسودان ضد القيود المصرية
بورتسودان – النورس نيوز
اشتعلت شرارة الاحتجاج في مدينة بورتسودان من قلب منطقة الشاحنات جنوبي المدينة، حيث نظّم سائقو الشاحنات السودانية وقفة احتجاجية غاضبة طالبوا فيها الحكومة السودانية بتدخل عاجل لإنهاء القيود المفروضة على تأشيرات الدخول من الجانب المصري، والتي باتت تهدد أحد أهم شرايين الاقتصاد القومي بين السودان ومصر.
الاحتجاجات جاءت بعد لقاء جمع السائقين برئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، الذي تلقى نداءً مباشرًا يدعوه للتحرك الدبلوماسي والسياسي العاجل، لفتح الطريق البري مجددًا أمام الشاحنات التي تنقل الصادرات السودانية نحو الدول العربية عبر الأراضي المصرية.
“التأشيرة المعلقة”.. عقدة في قلب التجارة الحدودية
وأكد السائقون في شكواهم أن الإجراءات المصرية الجديدة، خاصة ما يعرف بـ”الموافقة الأمنية”، فرضت قيودًا معقدة ومرهقة على السائقين السودانيين منذ يونيو 2023، ورفعت كلفة استخراج التأشيرة إلى أكثر من 2500 دولار في السوق الموازي، ما أدى إلى توقف شبه كامل في عمليات العبور والتبادل التجاري.
وتفاقمت الأزمة عقب إغلاق السفارة السعودية في الخرطوم بسبب الحرب، مما زاد من تعقيد الرحلات التجارية التي كانت تمر عبر مصر للوصول إلى السعودية واليمن، وهو ما انعكس سلبًا على الاقتصاد السوداني والصادرات الحيوية كالحبوب والسمسم والقطن.
مقترح بالمثل.. ونظام مناولة جديد
خلال الوقفة، طرح السائقون مقترحًا بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، بحيث يُسمح بنقل البضائع السودانية حتى المعابر الحدودية وتسليمها مباشرة للشاحنات المصرية دون دخول الشاحنات السودانية إلى الأراضي المصرية، على أن يُمنع دخول الشاحنات المصرية إلى السودان، ويتم تبادل الحمولات وفق نظام المناولة المعتمد في بعض الدول.
قطاع النقل يئن.. والأزمة تتجاوز الحدود
تعاني منظومة النقل البري في السودان من هشاشة متراكمة، بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة، وغياب قطع الغيار، وانخفاض جودة المركبات المستوردة، إضافة إلى تعدد الرسوم الحكومية والجبايات المفروضة على الطرق، ما أدى إلى خروج عشرات الشركات من السوق.
ويُعد الطريق البري بين السودان ومصر أحد أهم مسارات التبادل التجاري، حيث تعتمد عليه حركة الصادرات والواردات في ظل ضعف الموانئ البحرية وشح الوقود وانقطاع الكهرباء. لكن استمرار إغلاق هذا المسار بسبب قيود التأشيرة يُنذر بأزمة أعمق تهدد الأمن الغذائي واستقرار سلاسل الإمداد في السودان.
دعوة لقرار سيادي حاسم
سائقو الشاحنات عبّروا عن ثقتهم في رئيس الوزراء، لكنهم طالبوا بقرارات تنفيذية عاجلة تحفظ كرامة العامل السوداني وتضمن استمرارية النقل عبر الحدود. وأكدوا أن الوضع الراهن لم يعد يحتمل المزيد من التسويف، وأن هناك ضرورة للتعامل بندية مع دول الجوار بما يكفل حقوق المواطنين السودانيين في العبور والنقل والتبادل التجاري.











