في ذكرى رحيله.. خبير دولي يصف مصرع قرنق بأنه لحظة مفصلية غيّرت مستقبل السودان

في ذكرى رحيله.. خبير دولي يصف مصرع قرنق بأنه لحظة مفصلية غيّرت مستقبل السودان

الخرطوم – النورس نيوز
قال خبير دولي في النزاعات السياسية إن مصرع الزعيم الجنوبي جون قرنق مثّل لحظة مفصلية في تاريخ السودان الحديث، وأن غيابه المفاجئ غيّر مجرى العملية السياسية برمتها، ممهداً لانفصال جنوب السودان بعد سنوات قليلة من توقيع اتفاقية السلام الشامل.

وأوضح الخبير، الذي تحدث إلى “الهدهد نيوز” مفضلاً حجب اسمه لدواعٍ مهنية، أن قرنق لم يكن زعيماً جنوبياً فحسب، بل كان يحمل مشروعاً وحدوياً يقوم على فكرة “السودان الجديد”، وكان مقتنعاً بقدرته على تغيير بنية الحكم ومفهوم السلطة في البلاد عبر إعادة توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل.

وأشار إلى أن تحركات قرنق بعد تعيينه نائباً أول للرئيس عمر البشير، وقبل سقوط طائرته بأيام، كانت توحي بأنه سيُحدث تغييراً حقيقياً، مضيفاً أن لقاءاته آنذاك مع الفاعلين السياسيين والمجتمعات المحلية كانت تهدف لتمتين علاقة جنوب السودان بالشمال على قاعدة شراكة سياسية لا تنفصم.

وتابع: “سقوط الطائرة لم يكن مجرد حادث عابر بل شكل صدمة هائلة غيّرت ميزان القوى، ودفع بالكثير من الجنوبيين للتمسك بخيار الانفصال نتيجة انسداد الأفق وانهيار الثقة في استكمال المشروع المشترك”.

ورأى أن غياب قرنق أفرز قيادات جنوبية تبنّت خطابًا مغايرًا، وأن التفاوض لاحقًا اتجه نحو تصعيد النزعة الانفصالية بدلاً من تعميق مسار الوحدة، مضيفاً أن السودان فقد بوفاته زعيمًا نادرًا كانت لديه القدرة على إدارة التنوع ببصيرة سياسية عالية.

واختتم الخبير حديثه بالإشارة إلى أن دروس رحيل قرنق ما تزال حاضرة بقوة في ذاكرة الشعب السوداني، وأن كثيرًا من الأزمات التي تلت الحادث تعود في جوهرها إلى الفراغ السياسي الذي خلفه الرجل، في وقت كانت البلاد فيه بأمسّ الحاجة إلى قيادة توازن بين الرؤية والممارسة.