اجتماع مغلق في كاس بقيادة عبدالرحيم دقلو وسط تصاعد الانقسامات
كاس – النورس نيوز – كشفت مصادر محلية مطلعة بمدينة كاس بولاية جنوب دارفور عن انعقاد اجتماع مغلق وعاجل ضم عدداً من القادة الميدانيين التابعين لقوات الدعم السريع، بدعوة مباشرة من عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات. ويأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الحساسية، بعد تصاعد تقارير عن اضطرابات داخلية وخلافات متزايدة بين مكونات القوات الميدانية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الهدهد نيوز”، فإن الاجتماع ناقش التدهور المتسارع في التماسك التنظيمي للدعم السريع، خاصة في ظل ظهور توترات حادة بين وحدات ميدانية تمثل مجموعات قبلية مختلفة، مثل الرزيقات، المحاميد، المسيرية، والماهرية، وذلك على خلفية النزاع حول توزيع الموارد العسكرية والمواقع الميدانية.
مصادر حضرت الاجتماع أشارت إلى أن عبد الرحيم دقلو شدد على ضرورة ضبط الصفوف، وتجاوز الخلافات الداخلية التي قال إنها تخدم خصوم القوة وتُضعف موقفها في الميدان. كما حذّر من تحركات بعض القادة الذين يسعون لتكوين تكتلات قبلية داخل القوة، مؤكداً أن “المعركة أكبر من المصالح الضيقة”، على حد تعبيره.
الاجتماع الذي استمر لساعات طويلة، ناقش أيضاً خطة إعادة الانتشار بعد انسحابات من مناطق استراتيجية في ولايات شمال وجنوب كردفان ودارفور، بعد ضربات جوية مكثفة نفذتها القوات المسلحة السودانية، أسفرت عن تدمير عشرات العربات القتالية وتفكيك تمركزات مهمة.
وتوقعت مصادر من داخل مدينة كاس أن يشهد الأسبوع المقبل تحركًا جديدًا من قبل قيادة الدعم السريع لإعادة ترتيب صفوفها، مع إمكانية إحداث تغييرات على مستوى بعض المواقع القيادية الميدانية لضبط الأداء وتقليل الخلافات.
في المقابل، يرى مراقبون أن الاجتماع يعكس عمق الأزمة داخل تنظيم الدعم السريع، الذي يعاني من هشاشة في البنية التنظيمية وتعدد مراكز النفوذ، مما يجعل من الصعب فرض مركزية حقيقية للقيادة في ظل تباين الولاءات والانتماءات القبلية.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر قيادة الدعم السريع أي بيان رسمي بشأن الاجتماع أو مخرجاته، في حين تتابع دوائر التحليل السياسي والعسكري تطورات الوضع عن كثب، باعتبار أن أي تصدعات جديدة داخل القوة قد تسرّع بانهيارها أو تغير موازين الصراع في السودان بشكل جذري.











