
انسحابات غامضة وتدمير مدوٍ في بارا
متابعات _ النورس نيوز _ تشهد مدينة بارا بولاية شمال كردفان تطورات عسكرية متسارعة ومفاجئة، مع تزايد مؤشرات الانهيار في صفوف قوات الدعم السريع داخل محاور القتال حول المدينة. وكشفت مصادر محلية متطابقة عن انسحاب تدريجي لقيادات بارزة من الصف الأول تتبع لقبيلة الماهرية من صفوف المليشيا، بالتزامن مع تحركات ليلية لعربات تقل مقاتلين من أبناء المحاميد، ما يشير إلى تصدع داخلي محتمل داخل التكوينات القتالية للمليشيا في تلك المنطقة.
الانسحابات تزامنت مع ضربات جوية وصفت بالعنيفة نفذها سلاح الطيران السوداني بمشاركة طائرات مسيّرة استهدفت مواقع حيوية وتحركات على الأرض، وأسفرت وفقًا لمصادر ميدانية عن تدمير أكثر من 50 عربة قتالية في منطقة “أم لحم” الواقعة شرق “خرسي”، جنوب شرقي بارا. الضربات المركزة أجبرت وحدات الدعم السريع على التخلي عن مواقع استراتيجية في محاور الجمامة – جبرة الشيخ، وبارا – أم عشيرة، والمزروب، وهي مناطق كانت تمثل خطوط دفاع أساسية للمليشيا.
ويرى مراقبون أن الانسحابات الأخيرة والتفكك الظاهر في الصفوف يعكس أزمة ثقة داخل قيادة الدعم السريع، وربما يؤشر لبداية انهيار أوسع على مستوى الجبهات، خاصة مع تضييق الخناق عليهم من قبل القوات النظامية السودانية. كما رجّحت مصادر محلية أن تكون هذه التحركات ناتجة عن صراع داخلي بين المكونات القبلية داخل المليشيا نفسها، لا سيما بين عناصر الماهرية والمحاميد، ما قد يفتح الباب أمام تصفيات داخلية وتفكك حتمي إذا لم تُحسم الخلافات سريعًا.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه الضغط العسكري من قبل الجيش السوداني، الذي يسعى لاستعادة السيطرة الكاملة على شمال كردفان، وفتح الطريق نحو إعادة تأمين الإقليم الأوسط بالكامل. كما تزامنت هذه الأحداث مع حديث سياسي متزايد حول اقتراب مرحلة الحسم، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء كامل إدريس خطة شاملة لإعادة مؤسسات الدولة إلى الخرطوم، ما يعني أن الحسم العسكري أصبح شرطًا لتقدم العملية السياسية.
الشارع المحلي في بارا استقبل هذه التطورات بترقب حذر، في وقت تزداد فيه الآمال بعودة الأمن وفتح الطريق أمام استقرار طال انتظاره، فيما يبقى السؤال الأكبر: هل تمثل هذه الانسحابات بداية النهاية لمليشيا الدعم السريع في كردفان؟











