شارع الحرية ينبض من جديد والوالي يفاجئ التجار بقرار كبير
الخرطوم – النورس نيوز
في مشهد لافت يعكس بدايات التعافي التدريجي للعاصمة السودانية، دشن والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، عودة النشاط التجاري لسوق المعدات والأجهزة الكهربائية بشارع الحرية، أحد أعرق الأسواق التجارية وسط الخرطوم، وذلك بعد جهود ذاتية بذلها التجار لإعادة تأهيل محالهم المتضررة من الحرب.
وجاء التدشين بحضور عدد من قيادات الولاية، من بينهم الأمين العام لحكومة الخرطوم الأستاذ الهادي عبدالسيد، ومدير شرطة الولاية الفريق شرطة أمير عبدالمنعم، إلى جانب مسؤولي الثقافة والسياحة ومحلية الخرطوم.
وفي خطوة وُصفت بالمهمة لتحفيز التجار، أعلن الوالي إعفاءهم الكامل من جميع الرسوم الحكومية حتى نهاية العام 2025، تخفيفًا لمعاناتهم إثر ما تعرضوا له من نهب شامل لممتلكاتهم إبان سيطرة المليشيات على وسط الخرطوم.
وقال والي الخرطوم خلال مخاطبته الحضور: “ما قدمه شعبنا من صمود ووقوف خلف القوات المسلحة رسالة وطنية عظيمة، وواجبنا الآن هو إعادة الخرطوم إلى موقعها السياسي والاقتصادي والخدمي”. وأكد أن الحكومة ستعمل على تأمين السوق وتوفير الخدمات الأساسية، معلنًا أن استعادة وسط الخرطوم باتت أولوية عاجلة للولاية.
من جهته، أوضح المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، عبد المنعم البشير، أن هذه الخطوة ستكون محفزًا لعودة باقي أسواق العاصمة، مشيرًا إلى استمرار أعمال النظافة وإعادة التأهيل، مما ساهم في رفع معدلات العودة الطوعية.
بدوره، أكد مدير شرطة الخرطوم الفريق أمير عبدالمنعم أن الأجهزة الأمنية اتخذت ترتيبات محكمة لبسط الأمن، تشمل تسيير دوريات ثابتة في شارع الحرية ومحيط وسط الخرطوم، إلى جانب تعزيز قسم شرطة الخرطوم شمال ليعمل على مدار الساعة لضمان الأمان الكامل للتجار والمواطنين.
أما ممثل التجار الحارث علي محمد، رئيس لجنة فتح المحلات، فقد عبّر عن شكره لحكومة الولاية وكل الجهات التي أسهمت في إعادة السوق إلى الحياة، معلنًا أن اكتمال عودة كافة التجار سيكون بنهاية الشهر الجاري، ومشيرًا إلى مبادرات لتوفير الإنارة والمساهمة في إعمار المنطقة التجارية.
وتُعد عودة النشاط التجاري لشارع الحرية بمثابة خطوة رمزية كبرى نحو تطبيع الأوضاع في العاصمة، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب التي شلّت الحياة الاقتصادية في وسط الخرطوم.
