منحة سعودية تغيّر وجه الطب في أم درمان خلال أيام!
متابعات _ النورس نيوز _ في دفعة قوية للقطاع الصحي بولاية الخرطوم، دشّنت وزارة الصحة قافلة طبية سعودية ضخمة شملت معدات وأجهزة حديثة وصلت مستشفى أم درمان التعليمي، ضمن مشروع شامل لإعادة تأهيل المستشفى، والذي يُعد أحد أبرز الصروح الطبية في العاصمة السودانية.
المبادرة التي قادتها المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، جاءت بالتنسيق مع منظمة كفاءات للدراسات والتنمية البشرية، وتهدف إلى إنعاش البنية التحتية الصحية ودعم استمرارية الخدمات الطبية في السودان، خاصة بعد الأضرار التي طالت القطاع جراء الحرب.
وخلال الاحتفال الرسمي الذي أقيم داخل المستشفى بحضور عدد من قيادات وزارة الصحة وممثلي الجهات الداعمة، عبّر مدير عام وزارة الصحة عن شكره العميق لحكومة المملكة وقيادتها، وللسفارة السعودية على هذه اللفتة الإنسانية الكبيرة، مؤكداً أن هذه المساهمة ستُحدث تحولاً ملموساً في نوعية الخدمات المقدمة بالمستشفى، الذي شهد تطوراً واضحاً خلال الفترة الماضية رغم التحديات.
وأشار المسؤول الصحي إلى أن المنحة السعودية شملت مولداً كهربائياً ساهم في استقرار الإمداد الكهربائي بالمستشفى، الأمر الذي مكّن الطواقم الطبية من إجراء عدد كبير من العمليات الجراحية الطارئة خلال فترة وجيزة، بجانب استعادة العمل في عدد من الأقسام الحيوية مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.
وأكد أن هذا التطور لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود الرسمية والشعبية، مثمناً في الوقت ذاته الدور البارز الذي لعبه مجلس أمناء مستشفى أم درمان، والمنظمات الوطنية والمتطوعين في دعم عمليات التأهيل.
من جانبه، تحدث نائب مدير المستشفى مؤكداً أن الدعم السعودي يُعد بمثابة نقلة حقيقية في سبيل استعادة عافية المستشفى، الذي تعرض كما غيره من مستشفيات العاصمة لأضرار جسيمة جراء الحرب. وشدد على أن المولد الكهربائي المُهدى كان له بالغ الأثر في رفع كفاءة الأداء الطبي داخل المستشفى.
كما كشف عن جهود مبذولة من أبناء أم درمان في الداخل والخارج لدعم المؤسسة الصحية العريقة، موضحاً أن الاستجابة الحكومية السريعة ساهمت في الحد من الأضرار وإعادة تشغيل كثير من الخدمات الحيوية.
وفي سياق متصل، أكدت منظمة كفاءات أن الدعم الجديد يأتي ضمن مشروع متكامل يشمل إعادة تأهيل عدد من المستشفيات في خمس ولايات بالسودان، مشيرة إلى أن ما تم إنجازه في مستشفى أم درمان ما هو إلا خطوة أولى ضمن سلسلة من المبادرات المستقبلية.
واختتم المتحدثون بدعوة الكوادر الطبية التي اضطرت لمغادرة الخرطوم بفعل الحرب إلى العودة والمشاركة في دعم النظام الصحي، مع وعود بتوفيق أوضاعهم وتحسين بيئة العمل في المستشفيات والمراكز الصحية.
الخطوة اعتبرها كثيرون بارقة أمل في استعادة الحد الأدنى من الخدمات الطبية للمواطنين في العاصمة، وأشاد مراقبون بتوقيت هذه المبادرة السعودية، التي جاءت في لحظة بالغة الحساسية، حيث تعاني البلاد من أزمة صحية خانقة نتيجة الحرب والنزوح والدمار.
وتُعد هذه القافلة السعودية من أكبر أشكال الدعم الخارجي الموجه للقطاع الصحي في السودان منذ اندلاع الحرب، ما يعكس اهتماماً دولياً متزايداً بإنعاش الخدمات الأساسية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.











