القاهرة تصعّد التحذيرات مع اقتراب الدعم السريع من حدودها الجنوبية والجيش المصري يتأهب
الخرطوم – النورس نيوز _ في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية لمصر، أطلقت القاهرة تحذيرات رسمية بشأن اقتراب قوات الدعم السريع من المناطق الحدودية، معتبرة أن التصعيد في السودان يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة ومواقف رسمية تؤكد دعم الجيش السوداني ورفض أي كيانات مسلحة خارج إطار الدولة.
وقالت الحكومة المصرية إن اقتراب الدعم السريع من الحدود الجنوبية لمصر يشكل خطراً واضحاً، خاصة بعد سيطرة هذه القوات على كامل إقليم دارفور ومدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، الشهر الماضي. كما أعلنت مصر قلقها من تأثير هذه التطورات على الاستقرار في منطقة المثلث الحدودي التي تجمع بين مصر وليبيا والسودان.
في تطور ميداني، أعلن الجيش السوداني يوم الخميس تصديه لطائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع حاولت استهداف مدينة مروي في الولاية الشمالية، وهي منطقة استراتيجية تقع على الحدود الشمالية للسودان مع مصر.
وفي تصريحات متلفزة عقب زيارته إلى مدينة بورتسودان، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن مصر لن تتهاون في حماية حدودها، مؤكداً قدرة الجيش المصري على التصدي لأي تهديد مباشر. كما اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الوضع في السودان مرتبط بالأمن القومي لمصر، داعياً إلى دعم مؤسسات الدولة الوطنية السودانية ووقف المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوداني.
١
وأوضح اللواء سمير فرج، الخبير العسكري المصري، أن القاهرة تمتلك القدرة الكاملة على حماية حدودها الجنوبية، مشيراً إلى أن مصر تتبنى خيار السلام لكنها تحتفظ بحق الرد القوي ضد أي تهديد. وأضاف أن الحرب في السودان تؤثر مباشرة على الأمن القومي المصري، مشيداً بدور الجيش السوداني في حفظ الأمن والاستقرار ورفض أي تحركات موازية من قبل الدعم السريع.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تجري فيه اجتماعات دبلوماسية مكثفة، منها اجتماع ثلاثي ضم وزيري خارجية مصر والسودان ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، سعياً لاحتواء الأزمة وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وأكد وزير الخارجية المصري مجدداً دعم بلاده الكامل للمؤسسات السودانية، خاصة الجيش الوطني، ورفض أي وجود لميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، مشدداً على أن أي محاولات لتقسيم السودان ستواجه معارضة القاهرة القاطعة. وأضاف أن إعلان الرباعية الدولية يشكل خريطة طريق لإنقاذ البلاد، مع التركيز على فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات الطبية والغذائية.
كما اتفق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية في السودان، مؤكدين على دعم الحوار الوطني واستقرار مؤسسات الدولة.
