
حدث أكاديمي استثنائي يعيد الأمل لطلاب شمال كردفان
النورس نيوز – شهدت ولاية شمال كردفان خطوة أكاديمية لافتة حملت معها طاقة تجدد وسط واقع الحرب، بعد إعلان جامعة العلوم الصحية في الأبيض بدء الامتحانات النهائية لطلاب الفصلين الرابع والسادس، في سبعة تخصصات مختلفة، لتكون هذه الدفعة هي الأولى التي تخوض امتحانات التخرج منذ اندلاع الصراع الذي عطّل مسار آلاف الطلاب في البلاد.
وأوضح د. أحمد النور، مدير الجامعة، أن هذه اللحظة تمثل نقلة معنوية مهمة ليس فقط للطلاب، بل لمؤسسات التعليم العالي التي واجهت تحديات معقدة خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن نجاح الجامعة في تهيئة البيئة المناسبة لإقامة الامتحانات يعكس إرادة قوية لاستعادة المسار الأكاديمي تدريجياً رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي أثّرت على معظم الجامعات السودانية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من جهود إدارية وفنية لضمان عودة الطلاب إلى مقاعد الامتحانات بصورة آمنة ومنظمة، حيث عملت إدارة الجامعة على تجهيز القاعات وتوفير الطاقم الأكاديمي والمراقبين وتحديث الجداول بما يتوافق مع طبيعة المرحلة، إضافة إلى ترتيب المعامل والوسائل التعليمية التي يحتاجها طلاب التخصصات الصحية.
ومع بدء الطلاب في الجلوس للامتحانات اليوم، عبّر عدد من الأساتذة والطلاب عن شعورهم بالعودة التدريجية إلى الحياة الأكاديمية التي توقفت قسراً بفعل الحرب، مؤكدين أن استمرار العملية التعليمية يمثل خطوة ضرورية لإعداد كوادر صحية مؤهلة ستحتاجها البلاد بشدة خلال السنوات القادمة، خاصة بعد تدهور القطاع الصحي في العديد من الولايات.
ويرى مراقبون أن خروج أول دفعة “خريجين” منذ الحرب يُعد رسالة إيجابية حول قدرة المؤسسات التعليمية في شمال كردفان على تجاوز التحديات، وإعادة الثقة للطلاب وأسرهم، إضافة إلى تثبيت أهمية استمرار التعليم باعتباره ركيزة أساسية لإعادة البناء والتعافي في السودان.
وتشير مصادر داخل الجامعة إلى أن عدد التخصصات التي بدأت الامتحانات فيها يعكس اتساع قاعدة الطلاب الذين تمكنوا من مواصلة دراستهم رغم الظروف، وهي خطوة قد تدفع جامعات أخرى في الإقليم وفي ولايات مستقرة نسبياً إلى اعتماد نماذج مشابهة لضمان عدم ضياع سنوات إضافية من عمر الطلاب.
ويترقب الشارع المحلي نتائج هذه الامتحانات بوصفها علامة فارقة في مسار التعليم العالي بشمال كردفان، حيث يتعامل كثيرون معها كإشارة على القدرة على استعادة إيقاع الحياة رغم الصعاب. بينما يأمل الطلاب أنفسهم أن تكون هذه العودة بداية لمرحلة جديدة تسمح لهم بإكمال التدريب العملي والانخراط في سوق العمل الصحي الذي يعاني نقصاً حاداً في الكوادر.
وتؤكد جامعة العلوم الصحية أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار أكبر تخطط له الإدارة بهدف استعادة كامل الأنشطة الأكاديمية والبحثية، مع وعود بإعادة تشغيل البرامج التدريبية والمشروعات العلمية فور توفر الظروف الملائمة، وذلك في إطار رؤية تهدف للارتقاء بمستوى التعليم الصحي في الولاية وربط المخرجات بسوق العمل.











