سقوط الفاشر .. بوابة للأمل وخطوة في طريق التحرير !
الأستاذ علي المنا الهدي _ أمين الشباب بحركة المستقبل للإصلاح والتنمية .
قد تبدو الأحداث الجارية في دارفور – وعلى رأسها سقوط الفاشر – للوهلة الأولى مأساوية ومثقلة بالوجع ، وهي كذلك .. ولكنها في عمقها قد تشكل منعطفًا يحمل الخير في ثناياه . . كما قال الله تعالى : «وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا» !
لأول مرة منذ اندلاع هذه الحرب، استيقظ ضمير العالم على ما يجري في السودان ، بعد أن كانت المآسي تمر علينا وسط صمتٍ وتجاهلٍ عالمي قاس أصبح الحديث عن السودان اليوم حاضرًا في المنابر الدولية ووسائل الإعلام الكبرى، وبدأت قضية البلاد تُطرح بجدية وهذه اليقظة العالمية، وإن جاءت متأخرة، تمثل نافذة جديدة لتصحيح السردية وتثبيت حق السودان في الحياة والاستقرار والسيادة .
داخليًا، كان للحدث أثر بالغ في إعادة شحن الوجدان الوطني فقد أيقظ في الناس روح الاستنفار والمقاومة التي خبت قليلًا مع طول أمد الحرب، وجعل كثيرين يدركون أن التهاون في دعم الوطن لا يزيد الأمور إلا سوءًا .. الهزّة التي أحدثتها سقوط الفاشر أعادت ترتيب الأولويات، وولّدت حالة من التماسك الشعبي والوعي الجمعي بضرورة الدفاع عن الدولة .
لقد كانت الفاشر، رغم ما نالها، بابًا للأمل لا للهزيمة؛ فالأزمات الكبرى هي التي تصنع الشعوب وتعيدها إلى رشدها التاريخي .. ومن رحم هذه المحنة سيصبح السودان أكثر وحدة، وأشد تماسكًا، وأقرب إلى التحرير الكامل باذن الله .
إننا واثقون بنصر الله الذي وعد عباده المؤمنين، وواثقون أن الميليشيات المجرمة، التي عاثت في الأرض فسادًا وسفكت الدماء، مخذولة ومدحورة لا محالة .. نعم سقوط الفاشر امتحان وابتلاء صعب، لكنه أيضًا بشارة تيسير من الله، ودَفعة قوية في طريق النصر بإذنه تعالى ، لمن صدقوا نواياهم، وثبتوا على الحق، وعملوا بصدقٍ وإيمانٍ بأن ما بعد العسر إلا اليسر، وما بعد الألم إلا بعثٌ جديد لوطنٍ سيكتب الله له أن ينهض رغم كل الجراح .











