انشقاق قادة من الدعم السريع يكشف الغموض حول مصير حميدتي
بورتسودان – النورس نيوز –
أثار مؤتمر صحفي عقده قادة منشقون عن مليشيا الدعم السريع، اليوم الأحد بمدينة بورتسودان، جدلاً واسعاً بعد تصريحاتهم حول الغموض الذي يكتنف مصير قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في ظل ما وصفوه بحالة “الارتباك والتعتيم” داخل الصفوف العليا للتنظيم.
وأكد المتحدثون أن ما تبقى من قيادة المليشيا يتعمد إخفاء حقيقة وضع حميدتي، سواء من حيث موقعه أو حالته الصحية، مشيرين إلى أن الأوامر التي تصدر حالياً تُدار باسمه لكن دون وضوح أو محاسبة. وأوضحوا أن هذا الغموض يعكس بصورة مباشرة حجم الانهيار التنظيمي والتفكك الذي يعيشه الكيان بعد طول أمد الحرب.
وقال أحد القادة المنشقين في المؤتمر:
“لا أحد داخل الدعم السريع يعلم على وجه اليقين أين يوجد حميدتي أو ما إذا كان قادراً على إدارة المليشيا. هناك عزلة تامة بين القيادة والجنود، ما أدى إلى تصاعد الشكوك والانقسامات.”
وانتقد المنشقون استمرار الحرب وتوظيف المليشيا كأداة لتقويض مؤسسات الدولة، مؤكدين أن الكيان الذي بدأ بمطالب سياسية تحوّل بالكامل إلى أداة للفوضى والصراعات القبلية، وسط انتهاكات واسعة في عدة مناطق.
كما دعوا الجنود والمقاتلين الذين وصفوهم بـ”المغرر بهم” إلى مراجعة مواقفهم والانضمام إلى صفوف الدولة حفاظاً على السودان ووحدته، محذرين من أن استمرار الحرب سيقود البلاد إلى مزيد من الدمار والتشرذم.
ويرى مراقبون أن تصريحات هؤلاء المنشقين تمثل أول اعتراف علني من داخل الصفوف السابقة للمليشيا بوجود ارتباك في القيادة، وتفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات جديدة حول مصير حميدتي، الذي يظل الغموض يحيط به منذ أشهر، ما بين شائعات تتحدث عن وفاته وأخرى تزعم أنه يقيم في الخارج بعيداً عن ساحة الصراع.
