مقالات

أسامه عبد الماجد يكتب: … حول (الرباعية) !!”

أسامه عبد الماجد يكتب:

حول (الرباعية) !!”

0 يجب التعامل بهدوء وحكمة وبعيداً عن الهتاف والصراخ مع البيان المشترك الصادر من وزراء خارجية المملكة السعودية، مصر، الإمارات والولايات المتحدة أمس.. تحدثوا بشأن الأزمة السودانية، وعن مبادئ لإنهاء الحرب في السودان.. ورغم اللغة الدبلوماسية المنمقة، فإن البيان خطير وفيه تدخل سافر.. خصوصاً في ما يتعلق بالسيادة السودانية ودور القوات المسلحة والمخاطر الحقيقية في إشراك أطراف خارجية ما تزال نفسها جزءاً من الصراع واعني الامارات.
0 يجب الانتباه الى توقيت صدور البيان الذي جاء وجيشنا الباسل وكل القوات المساندة له دحرت المليشيا المارقة في مدينة بارا وتتقدم بثبات نحو الفاشر الصامدة وفي كل المحاور.. كما ذهب البيان نحو تجاوز حالة عدم التوافق في مجلس الأمن حول الملف السوداني.. عبر تكوين تكتل بديل يفرض رؤيته الباطلة على السودان.. في تجاوز صريح للسيادة الوطنية والسلطة الاصيلة القائمة.. وتهميش المؤسسات الشرعية التي يحق لها وحدها وضع خارطة الطريق لمستقبل البلاد لا اي جهة أخرى حتى لو كانت دولة صديقة.. رغم اننا نعول على السعودية وملكها وولي عهدها.. وذلك لأن أمن البحر الأحمر يجمعنا.
0 الأخطر من ذلك أن الرباعية ضمت الإمارات.. وهي دولة مصنفة لدى الحكومة السودانية والشعب بـ «العدوة».. وطرف فاعل ومؤثر في استمرار الصراع عبر دعم مليشيا أولاد دقلو الاجرامية..كما حمل البيان تناقضات في الحديث عن إرادة الشعب.. حيث شدد على أن مستقبل الحكم في السودان يقرره الشعب السوداني.. لكنهم في الوقت ذاته أطلقوا أحكاماً سياسية تقصي قوى حيه تقاتل مع الجيش، حينما ربطوا بينها بالإرهاب والتطرف.
0 هذه المقاربة تنسف المبدأ الذي يتحدثون عنه.. فالتطرف يُعرفه القانون السوداني لا غيره.. والجميع يعلم أن الإسلاميين في السودان ليسوا إرهابيين ولا يتبعون لتنظيم دولي.. والدليل على ذلك هو التعاون الطويل والمستمر بين جهاز المخابرات السوداني ونظيره في تلك الدول.. وعلى رأسها الولايات المتحدة.. كما أن محاولة إقصاء طرف أصيل مثل كتائب البراء، التي كان لها دور بارز في المعركة الوجودية لسحق الميليشيا.. لن تكون مقبولة لدى الشعب السوداني الذي حسم خياره وميز جيداً بين صليحه وعدوه.
0 ان مصر تنظر وباندهاش للمجموعات المساندة للجيش السوداني وفي مقدمتها البراء.. وهم شباب سطروا صحائف من ضياء.. فما نسى الزمان ولا نسينا.. حملوا سيوفا لامعات، غداة الروع تأبى أن تلينا.. إذا خرجت من الأغماد يوما.. رأيت الهول والفتح المبينا.. شباب كانوا حين يرميهم أناس، يؤدبوهم أباة قادرينا.. وكانوا حين ياخذهم ولي بطغيان يدوسوا له الجبينا.
0 لا يخالجني أدنى شك.. ان مصر تدرس مع تطورات الأوضاع بالمنطقة ان يكون لديها شباب مثل “براؤون”.. يأكلون “الزلط” لو هاجمتها اسرائيل يوماً ما.. وهو امر وارد في ظل وجود المتهور نتنياهو الذي يقود نظام اجرامي أحمق.. تجرأ على دولة مثل قطر تقود السلام والتصالح في العالم.
0 اعود للبيان الذي أشار إلى الأزمة الإنسانية بوصفها “الأسوأ في العالم”.. ولو تجاوزنا تقييم الوصف فانه تجاهل تسمية المتسببين الرئيسيين فيها.. خصوصاً في الفاشر، حيث تتحمل المليشيا الارهابية المسؤولية المباشرة عن الجرائم التي أدت إلى كارثة إنسانية.. تجاهل هذه الحقيقة الواضحة يمثل محاولة مكشوفة لذر الرماد في العيون.
0 في المقابل المناطق التي استعادت القوات المسلحة السيطرة عليها تشهد تحسناً ملحوظاً وتستقبل القوات بالتكبير والزغاريد. وتحاشي البيان ان قيادة البلاد والمؤسسات الشرعية والقوات النظامية تتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها، التي اتخذت من بورتسودان مقراً رئيسياً لأنشطتها.
0 تدرك الرباعية وفي مقدمتها مصر ان الجيش السوداني هو الجهة الوطنية الوحيدة.. التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها.. مثل الجيش المصري وهو ما تجاهل البيان الإشارة إليه صراحة.. ولذلك الحديث عن انه “لا حل عسكري”.. يتجاهل حقيقة أن القوات المسلحة لا تخوض حرباً بارادتها.. بل معركة وجودية ضد ميليشيا مسلحة اجرامية متوحشة مدعومة خارجياً، تهدد كيان الدولة السودانية برمته.
0 بيان الرباعية لا يمكن قراءته بمعزل عن محاولات فرض حلول خارجية.. تتجاهل إرادة الشعب السوداني ومؤسساته الوطنية.. دعم السلام في السودان لا يكون عبر بيانات إقصائية.. ولا عبر إشراك دول متورطة في النزاع.. بل عبر دعم الجيش السوداني في معركته لحماية السيادة.. ومساندة الجهود الوطنية لمعالجة الأزمة الإنسانية.. ووضع مستقبل البلاد في أيدي أبنائه لا في أجندات الآخرين.. وتقوده اليوم حكومة مدنية اكرر – مدنية – بقيادة كامل إدريس.
0 ومهما يكن من آمر.. لو كان الخارج يظن ان حمدوك وأمثاله مثل سلك ، التعايشي، عبد الباري، طه اسحق.. وغيرهم ممن يلعقون أحذية أولاد دقلو يمكن ان يعودوا الى السلطة.. فذلك لا ينطبق إلا على سودان آخر غير الذي يقوده الرئيس البرهان.

السبت 13 سبتمبر 2025
osaamaaa440@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى