عرمان: حرب أبريل غيّرت مسار الصراعات في السودان ويجب أن تبدأ المعالجة من هذا الامر

عرمان: حرب أبريل غيّرت مسار الصراعات في السودان ويجب أن تبدأ المعالجة من هذا الأمر

الخرطوم – الراي السوداني – أغسطس 22, 2025
أكد ياسر عرمان، القيادي البارز في تحالف صمود، أن حرب الخامس عشر من أبريل مثّلت تحولًا نوعيًا في تاريخ الصراعات السودانية، إذ اندلعت هذه المرة من قلب العاصمة والمركز بدلاً من الأطراف كما جرت العادة. وشدد على أن أي معالجة جادة للأزمة الراهنة يجب أن تنطلق من قضايا الحكم والديمقراطية في صميم الدولة.

وخلال ورقة قدّمها في مؤتمر السلام العالمي الخامس بمدينة أوسيكوبانكي الفنلندية، أوضح عرمان أنه كان في الماضي من المؤمنين بالكفاح المسلح، إلا أن تجاربه الطويلة في الحروب دفعته اليوم إلى تبني النضال السلمي والجماهيري غير العنيف كخيار استراتيجي لتحقيق التحول السياسي.

وأشار إلى أن حرب أبريل ليست إلا امتدادًا لسلسلة نزاعات بدأت منذ عام 1955 وشملت الجنوب والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان ودارفور، موضحًا أن غياب المشروع الوطني الديمقراطي ظل العقبة الأساسية أمام بناء دولة مدنية قائمة على المواطنة المتساوية.

ووصف عرمان الوضع الإنساني في السودان بأنه “الأكبر على مستوى العالم”، حيث يضم ما يقارب 15 مليون نازح ولاجئ، وأكثر من نصف مليون بين قتيل وجريح ومفقود، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية، ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتصاعد خطير لخطاب الكراهية وتفكك النسيج الاجتماعي.

ودعا القيادي في صمود إلى وقف إنساني طويل لإطلاق النار يتيح فتح ممرات آمنة وتوفير الحماية للمدنيين، تمهيدًا لعملية سياسية شاملة تعالج المظالم التاريخية وتضع حدًا للتهميش. وأكد أن ضمان نجاح أي عملية سلام يكمن في إشراك القوى الديمقراطية السودانية بشكل فعلي في صياغة المستقبل.

وختم عرمان بالقول إن أي مبادرة للسلام، سواء جاءت من الولايات المتحدة أو من الأطراف الإقليمية، لن تنجح ما لم يكن الشعب السوداني شريكًا أصيلًا في تقرير مصيره، مشيرًا إلى أن “الراي السوداني” سيواصل تسليط الضوء على مثل هذه الرؤى ضمن تغطيته للأزمة المستمرة.