
تحذيرات أممية من كارثة في الخرطوم مع موسم الأمطار
متابعات- النورس نيوز – دخلت العاصمة السودانية مرحلة جديدة من المخاطر الإنسانية والبيئية مع تزايد تهديد الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، خصوصًا مع بداية موسم الأمطار الذي يضاعف من حجم الكارثة.
ففي شرق النيل، فقدت أسرة سودانية طفلها إثر انفجار جسم غريب بينما كان يلعب مع أصدقائه، في مشهد يجسد قسوة الواقع الذي يعيشه المدنيون بعد الحرب.
وقد أكدت تقارير أممية حديثة أن أكثر من 10% من المقذوفات المستخدمة في الحرب لم تنفجر بعد، واصفةً الوضع بأنه “تحدٍ صامت لكنه فتاك” يهدد حياة ملايين المدنيين. وتشير التقديرات إلى أن 80% من الخرطوم ملوثة بمخلفات الحرب، ما يفسر عزوف النازحين عن العودة إلى منازلهم.
يجدر بالذكر أن مناطق وسط العاصمة، التي تضم مؤسسات حكومية ودولية، باتت من أكثر المناطق تضررًا. الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حذّر من أن “مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الذخائر غير المنفجرة تنتشر في المدينة”، ما يجعل إزالة الألغام تحديًا ضخمًا أمام أي عملية إعمار. ووفق تحذيرات الخبراء، فإن إعادة البناء ستظل مهددة بالفشل ما لم تُدمج برامج إزالة الألغام ضمن خطط الإعمار.
ونجد أن الدمار الواسع خلّف تلوثًا خطيرًا، حيث اختلطت مواد البناء المحطمة بمواد سامة من الأسلحة والمتفجرات. والتقارير الاممية ربطت ذلك بارتفاع الإسهالات وأمراض الجهاز التنفسي والجلدية والعيون بين العائدين.
وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام حذّر من أن الخطر لن يتوقف حتى بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن الأطفال والنساء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب انتشار الذخائر في الساحات العامة والمنازل.
الألغام ومخلفات الحرب تحولت إلى قنبلة موقوتة في قلب الخرطوم، تفتك بالمدنيين وتعيق جهود الإعمار وتفاقم الأزمات الصحية والبيئية. ومع دخول موسم الأمطار، يزداد المشهد قتامة، ما يفرض على السلطات السودانية والمجتمع الدولي تحركًا عاجلًا ومضاعفًا قبل أن تتفاقم الخسائر البشرية والبيئية.











