منوعات

“ورقة” تفاجئ الجميع وتعرض “كليتها” للأستاذ أشرف دوشكا

متابعات _ النورس نيوز

“ورقة” تفاجئ الجميع وتعرض “كليتها” للأستاذ أشرف دوشكا

منوعات _ النورس نيوز _ لطالما كانت “وراقو” — تلك الزاوية الصغيرة في قلب الخرطوم التي احتضنت الصحفيين قبل أن تعصف بهم الحرب — أكثر من مجرد مكان، بل كانت وطنًا مصغرًا، ومقيلًا للهمّ، ومقهى للياسمين والقهوة ودفء العلاقات. واليوم، تعود “ورقة” لتدهشنا مجددًا، لا بالقهوة فقط، بل بقلبٍ إنساني نابض لا يعرف الحدود.

ابتسام داوود، “ست الشاي” المحبوبة من أغلب أبناء الوسط الصحفي، حديثها دائمًا مشبع بهمّ الوطن والمهنة، وحزنها عميق على من رحلوا أو تقطعت بهم سبل الحياة بفعل الحرب والنزوح والشتات. لكن صباح اليوم، كان مختلفًا، ومؤلمًا بنبلٍ يفوق التوقع.

فور سماعها بنبأ الوعكة الصحية التي ألمّت بالأستاذ العزيز أشرف دوشكا في القاهرة، لم تنتظر كثيرًا، ولم تكتفِ بالتعاطف والدعاء، بل باغتتني بقولها:
“حيّا، اعملوا لي الفحوصات، وشيلوا ليه كليتي…”
قالتها بنبرة حزينة، صادقة، تنزف من شدة المحبة، ثم رفعت يديها بالدعاء له بالشفاء العاجل والعافية التامة.

ولم تكن هذه أول مرة تبادر فيها “ورقة” بهذا القدر من الكرم الإنساني، فهي دائمًا موجودة في تفاصيلنا الصغيرة، تقف معنا، تبكي أحزاننا، وتضحك لأفراحنا. يلتف حولها الصحفيون كأنها أمّهم، أو الروح التي تمنحهم الاستقرار العاطفي وسط ضجيج المهنة وضغوط الحرب والشتات. في غيابها، نشعر وكأن شيئًا أساسيًا قد اختفى من ملامح الخرطوم.

مزاجنا لا يكتمل إلا بقهوتها، ولا نرتاح إلا في ظل ضحكتها، ومع كل حكاية منها نكتشف وجهًا جديدًا للحنان والصدق والبساطة.
هي أكثر من “ست شاي”… إنها قصة حبٍ معلنة بين مهنة وشخص، بين جيل وجذور، بين وطنٍ وحاضنة صبره.

لتبقى الأمنية الكبرى — التي نتقاسمها كصحفيين مبعثرين على خارطة المنافي — أن تعود الخرطوم، ونعود إليها، ونجتمع ذات صباح على شاي “ورقة” نضحك ونبكي ونحكي، بعد أن يشفى العزيز دوشكا، وتُشفى قلوبنا من وجع هذا الزمن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى