
إن كان الادهاش لغةً ، فالكثيرون لايجيدون التحدث بها، وإنْ كان الطموح كلمات ،فإن القليلين فقط من يستطيعون نطقها، فلا نحن تعودناها من مغنينا ولا عايشناها كثيراً بينهم، يغنون ليجنون المال ويملؤون شاشات الهواتف بلعابهم وهم يضحكون ملأ شدوقهم، يظنون أنهم مع تصفيق المعجبين الكثر على السوشيل ميديا وارتفاع نسب المشاهدات قد وصلوا للعظمة والاحترافية وأنهم سلاطين الغناء، ثم تصدمهم الحقيقة لاحقاً أنهم كانوا مجرد مغنواتية شعبيين، ومغنو حارات، بلا خارطة ولا تاريخ سوى اغنياتهم المنسية مع الزمان.
تقرير : ايمن كمون
نجح الفنان السوداني طه سليمان في كسر حاجز الواقعية والمحلية السوداني بظهور وصف بالعالمي في قلب القاهرة ، وسط جوقة موسيقية محترفة ودقيقة، واداء غنائي منفجر، وفريق عمل مهني ومواكب.
استحق اللقب
ظهور طه سليمان الذي ارضى قاعدته الجماهيرية والذي ادهش الجمهور والاعلام السوداني ، سجل صفعة صادمة للمغنيين السودانين ، وادار لهم مصباح الإضاءة نحو كتيب العالمية للقراءة في كتاب الفن، صفحة كيف تكون فنان ، نعم كيف ولماذ وماهي مطلوبات استحقاق هذا اللقب.
ايمن بشير أحد اهم شعراء الشباب ومن ابرز صناع الاغنية في السودان حالياً قال :طه قدم حفل عصري ومواكب لم نراه علي المسارح في حفلات كبار نجوم الوطن العربي .
هذا غير الحضور المسرحي والأداء المذهل والمرتب الذي لا نراه في علي الاطلاق في حفلات المطربين السودانيين.
وعن الاغنيات التي قدمها طه في الحفل قال ايمن بشير : تغني طه سليمان بمجموعه من اغنياته التي رددها معه الجمهور المصري وهذا يدل علي المتابعه والاهتمام الذي يحظي به في أم الدنيا.
وختم بشير حديثه بالقول: طه سليمان هو الوجه المشرق للفن السوداني ويشرفنا في كل المحافل دائماً.
ايهاب محمد علي الاعلامي وأحد المهتمين بالفنون قال معلقاً على زخم الحفل : طه سليمان عنده قاعدة جماهيرية كبيرة جدا في أسوان والنوبة، وهم بعتبروه “أستاذ ورئيس قسم”. وحضوره هناك بخلق حالة من التنافس بين الفنانين ،وطه واعي تماما لقيمته هناك وبدأ يشتغل على الامتداد ده من فترة ما قصيرة، سواء بالحفلات الخاصة والعامة هناك، او بتوظيف علاقته القوية مع المطربين الأسوانيين وعلى رأسهم الأمبيسا
محمد ضيف الله واللي طه غنى ليه اغنية (الو_الو) كلمات والحان في برنامجه (طه_شو) الموسم الأخير، في تعاون أنا بعتبره انه فهم عميق من طه للذوق المحلي هناك.
وحول ظهوره المدهش قال ايهاب : من متابعتي لطريقة تفكير طه، كان واضح أنه قرر لما يرجع للمسارح انه يغير الملعب تماما. والكليب الأخير أكد لي التوجه ده، ولما شفت فيديوهات البروفات وتطعيم فرقته الموسيقية بعدد من العازفين المصريين اللي كانت بصمتهم واضحة في التنفيذ واضافة بعض اللمسات الشرقية، وتنفيذ بعض الاغنيات بايقاع “عشرة بلدي” تيقنت تماماً من الموضوع ده، وان طه دخل مرحلة الجمهور المصري كبوابة عبور لمسارح اكثر وجمهور أكبر.
سعادة وحضور
طه سليمان في افادة مكتوبة كان قد وجه رسالة لجمهوره ومتابعيه على صفحاته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها : سعيد اني رجعت اكون وسطكم من تاني بعد غياب طويل .. كنت كلي حماس لشوفتكم و ممتن انو الإحساس كان متبادل.
و ان شاءالله قريب نكون كلنا في بلدنا الحبيب السودان، حضوركم و تفاعلكم اسعدني جداً.
ادهاش ومتعة
الموسيقي والمنتج الموسيقي المعروف محمد ضرار قال: الكل متفق انو السلطان طه سليمان قدم حفل على مستوى عالي من المهنية والاحترافية ودا ما جديد على طه،
بس انا حابي اهنئ السلطان بمنظور مختلف شويه ، حابي اهنيئه بالجنود المجهولين دوماً
البكونوا دوماً هم اساس لنجاح اي فنان، فمبروك يا سلطان دقة ومهنية الفرقة الموسيقية المصاحبة ليك ، أداء احترافي وعلى مستوى عالي جداً.
الناقد والصحفي علي ابو عركي قال : إنّ الظهور المدهش للفنان طه سليمان جعل بقية المغنيين السوانيين في وضع محرج للغاية ، فحفلات المنتديات والكافيهات الصغيرة التي كانت تسود مساءات القاهرة تحت مسمى حفل جماهيري كشف طه عنها ستر المعلنين وشرح بياناً بالعمل كيف هو الحفل الجماهيري.
واضاف ابو عركي : سيكون على المغنيين السودانيين من الامس ولاحقاً اذا اراد أحدهم اقامة حفب جماهيري أنْ يلتزم بالمعايير التي وضعها طه وسمى بموجبها شكل ومطلوبات الحفل الجماهيري.
على ما ييدو أنّ حالة الادهاش في شكل ظهور طه سليمان على المسرح سيطرت على الكل واستحق بموجبها الاشادة والتقدير والاحترام، لأنها عكست صورة جميلة للفنان السوداني المحترف والحقيقي









