
مقتل كباشي يُفجّر أزمة داخل كرياندنغو.. والجيش يتدخل لاحتواء التوتر
كمبالا – النورس نيوز _ تصاعد التوتر داخل معسكر كرياندنغو شمال أوغندا بعد مقتل اللاجئ السوداني كباشي إدريس وإصابة عدد من اللاجئين الآخرين، في أحدث سلسلة من أعمال العنف التي يشهدها المعسكر خلال الأيام الماضية، ما دفع السلطات الأوغندية إلى إرسال تعزيزات أمنية واستنفار القوات لحماية المدنيين.
ووقعت الحادثة مساء السبت، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن مجموعات مسلحة استخدمت أدوات حادة في هجوم استهدف منطقتي السكن “C” و”B”، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى، بينهم حالات خطرة نُقلت إلى مستشفى قولو الإقليمي.
وقال قادة من مجتمع اللاجئين السودانيين إن الهجمات المتكررة داخل المعسكر أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا لحياة السكان، مشيرين إلى أن الشرطة المحلية أعلنت حالة الطوارئ، وفرضت حظرًا للتجوال الليلي في محاولة لاحتواء الوضع.
من جانبه، أكّد الدكتور محمد موسى من مستشفى بندولي أن الإصابات التي استقبلها المستشفى كانت في معظمها ناجمة عن أدوات حادة، موضحًا أن نقص المستلزمات الطبية والدم فاقم من حجم التحديات في إنقاذ المصابين.
وفي السياق، أعلنت السلطات الأوغندية عن إرسال قوات إضافية من الجيش إلى المعسكر، استجابةً لتقارير أمنية وتحذيرات من انهيار الأوضاع، بينما ناشدت منظمات حقوقية دولية، بينها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بضرورة فتح تحقيق مستقل وضمان حماية سكان المعسكر من أي اعتداءات جديدة.
وكشف نور الدين محمد سليمان، أحد قادة المجتمع السوداني في المعسكر، أن الهجمات التي طالت كباشي إدريس وغيره من اللاجئين كانت “منظمة ومعدة مسبقًا”، متهماً بعض المجموعات بإثارة الفوضى وترويع السكان، في ظل ما وصفه بـ”تقاعس الأجهزة الأمنية عن التدخل السريع”.
وفي ظل هذه التطورات، دعت منظمات مدنية وتحالفات سياسية مثل “صمود” و”تأسيس” إلى تحرك عاجل من الحكومة الأوغندية لحماية اللاجئين، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع المجتمع داخل المعسكر لمعالجة أسباب التوتر.
وتشير بعض التقارير إلى أن أسباب التوترات داخل المعسكر تعود إلى نزاعات متكررة على الموارد والأراضي الزراعية، إضافة إلى تراكمات ناتجة عن الأوضاع الإنسانية الصعبة، وتقليص الدعم الدولي الموجّه للاجئين.
في المقابل، أعرب محامو الطوارئ عن قلقهم من تصاعد العنف، مطالبين الحكومة الأوغندية والدول المضيفة بمحاسبة المتورطين والالتزام بتعهداتها القانونية بموجب اتفاقية اللاجئين، وضمان سلامة وأمن المدنيين داخل المعسكر.
ويُعد معسكر كرياندنغو من أكبر مستوطنات اللاجئين في أوغندا، ويضم آلاف النازحين من السودان وجنوب السودان، وسط تحديات أمنية وإنسانية متزايدة في ظل تراجع الدعم الدولي وتفاقم الأوضاع في السودان.











