
مناوي يفجّرها من بورتسودان: لا أحد يجرؤ على رفض مرشحينا!
متابعات _ النورس نيوز _ في تطور لافت على صعيد الترتيبات السياسية في السودان، نفى رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وجود أي أزمة تتعلق بترشيحات الحركة للمناصب الوزارية ضمن التشكيلة المرتقبة لحكومة رئيس الوزراء كامل إدريس، مؤكداً أن الحركة لم يُرفض لها أي مرشح وأن ما يُثار حول الأمر لا أساس له من الصحة.
وقال مناوي، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان، إن حركة جيش تحرير السودان، إلى جانب الحركات المسلحة الأخرى الموقعة على اتفاق سلام جوبا، قدّمت ترشيحاتها بصورة رسمية إلى رئيس الوزراء كامل إدريس، وذلك في إطار العملية السياسية الرامية إلى استكمال هياكل السلطة الانتقالية في البلاد.
وأوضح أن تأخر تعيين بعض المرشحين لا يقتصر على مرشح الحركة لوزارة المعادن فحسب، بل يشمل عدداً كبيراً من الترشيحات التي لم يُبتّ فيها بعد، مضيفاً: “ليس لدينا مرشح يتم رفضه، مرشحونا جميعاً وطنيون، ويعملون في هذا الحقل الوطني الكبير، ولا نعيش أي أزمة داخلية فيما يخص الترشيحات”.
وشدد مناوي على أن الحركات المسلحة التي شاركت في مفاوضات جوبا للسلام تسعى للمشاركة الفاعلة في إدارة شؤون البلاد، بما يعزز من فرص الاستقرار ويدعم جهود بناء السلام، لكنه ألمح إلى وجود بطء في عملية اختيار وتعيين الوزراء الجدد، رغم التفاهمات التي جرت مع الحكومة الانتقالية.
وكان الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، الصادق علي النور، قد أكد في بيان صحفي أن الحركة لم تتسلم رداً رسمياً من أية جهة بشأن ترشيحاتها، نافياً ما سماها “الشائعات المضللة” التي تروج لها بعض الأقلام، وقال إن “ما يُشاع بواسطة الأقلام الرخيصة لا أساس له من الصحة بتاتاً”، في إشارة إلى تقارير إعلامية تحدثت عن استبعاد مرشح الحركة لمنصب وزير المعادن.
وتأتي تصريحات مناوي في وقت تتزايد فيه التساؤلات بشأن مصير الحكومة المرتقبة برئاسة كامل إدريس، وسط ضغوط دولية ومحلية لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية واحتواء التوترات المتصاعدة في بعض مناطق البلاد، لا سيما دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
كما تطرق مناوي خلال المؤتمر إلى ملف الحوار السوداني – السوداني، مشيراً إلى وجود اتصالات تجري مع القوى السياسية، لكنه شدد على أن التوقيت المناسب لهذا الحوار هو “عندما يحين وقت السلام الدائم المستقر”، على حد تعبيره، ما يُفهم منه أن الوضع الأمني والسياسي الحالي لا يزال غير مهيأ لإطلاق حوار شامل وفاعل.
ويُعد مني أركو مناوي من أبرز القادة السياسيين والعسكريين الذين شاركوا في محادثات السلام التي أفضت إلى توقيع اتفاق جوبا في أكتوبر 2020، وشغل بعدها منصب حاكم إقليم دارفور، وهو منصب حيوي في منطقة تشهد توترات مزمنة وتحديات كبيرة في ما يتعلق بالسلام والاستقرار وعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وتُواجه الحكومة الانتقالية برئاسة كامل إدريس تحديات معقدة تتعلق بإدارة التوازن بين المدنيين والعسكريين، واستيعاب القوى الموقعة على اتفاقات السلام، إلى جانب التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي الناجم عن الحرب الدائرة منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويترقب الشارع السوداني إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة التي يُفترض أن تشمل تمثيلاً للحركات المسلحة وفقاً لبنود اتفاق جوبا، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تهميش أو تأخير في التعيينات إلى تصدع إضافي في العملية السياسية الهشة.











