Uncategorized

اجتماع الهجرة الدولية،، فَضْح تآمر الإمارات..

النورس نيوز

اجتماع الهجرة الدولية،، فَضْح تآمر الإمارات..

 

السودان يدعو المجتمع الدولي للضغط على الإمارات لوقف دعمها للمتمردين..

استعراض جرائم الميليشيا ضد الإنسانية، وتدميرها الممنهج للبنية التحتية..

أبوسمرة: السودان يُدير موجات نزوح داخلي، ويتعامل مع التدفقات العابرة للحدود..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

شارك السودان في أعمال الاجتماع الوزاري لمجلس المنظمة الدولية للهجرة المنعقد في جنيف، بوفد رفيع المستوى ترأسه وزير الداخلية الفريق شرطة (حقوقي) بابكر سمرة مصطفى، الذي قدّم بيان السودان أمام الشق الوزاري الذي دعا له المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة تحت عنوان: “الهجرة الأفريقية عند مفترق طرق: من التعاون إلى الحلول”، وقد استعرض الوفد السوداني تطورات الأوضاع الإنسانية ومسار الهجرة في البلاد، ومؤكداً التزام السودان بالشراكة الدولية والإقليمية لدعم الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.

 

أهمية مشاركة السودان:
اكتسبت مشاركة السودان في هذا المحفل الدولي أهمية خاصة، نظراً للظرف الأمني والإنساني المعقد الذي يجابهه السودان منذ اندلاع الحرب التي أشعلت جذوتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة منتصف أبريل 2023م، وقد استطاع الوفد السوداني توظيف أجندة الاجتماع بفعالية لطرح قضيته العادلة أمام المجتمع الدولي، مسلطاً الضوء على التداعيات الخطيرة للنزوح والهجرة القسرية التي وصلت لمستويات غير مسبوقة، وقد شكّلت مشاركة الوفد السوداني فرصة لإبراز الجهود الوطنية المبذولة لتعزيز الإدارة المتكاملة للهجرة، رغم مجمل التحديات الأمنية والاقتصادية التي فرضها التمرد.

 

موقع استراتيجي:
ويتمتع السودان بخصوصية جغرافية بوصفه دولة ذات موقع استراتيجي تشكل نقطة وصل محورية بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط وشرق القارة السمراء، ذلك أن السودان يجاور سبع دول هي مصر شمالاً، وليبيا في الشمال الغربي، وتشاد غرباً، وأفريقيا الوسطى في الجنوب الغربي، وجنوب السودان جنوباً، وأثيوبيا وأريتريا شرقاً، هذا فضلاً عن امتلاك السودان واجهة بحرية مطلة على البحر الأحمر، وقد جعل هذا الامتداد الواسع للحدود، للسودان موقعاً في قلب حركة الهجرة الإقليمية، وفرض عليه أعباءً كبيرة تتعلق بالرقابة الحدودية، ومكافحة الجريمة المنظمة، وضبط شبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، وقد استعرض الوفد السوداني خلال الاجتماع أبرز الجهود المتقدمة التي تضطلع بها الحكومة لتعزيز الإدارة المتكاملة للهجرة، ومنها إحكام الرقابة على الحدود الممتدة رغم التحديات الأمنية، وتفكيك شبكات تهريب البشر والاتجار بالمهاجرين، وتطوير خدمات الهوية وتسجيل الأجانب، بالإضافة إلى تنظيم العودة الطوعية بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، وقد أكد الوفد السوداني أن هذه الجهود تبذل في ظل ظروف حرب فرضتها ميليشيا متمردة، ما يجعل ما تحقق حتى الآن إنجازاً مهماً.

 

بيان السودان:
وقدم وزير الداخلية الفريق شرطة (حقوقي) بابكر سمرة مصطفى بياناً مفصلاً استعرض فيه تداعيات الحرب التي أشعلتها ميليشيا الدعم السريع في 15 أبريل 2023م، مبيناً أن هذه الميليشيا الإرهابية اتبعت منهجاً واسع النطاق يقوم على استهداف المدنيين بشكل مباشر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، والتهجير القسري وفرض تغيير ديمغرافي في عدد من المناطق، وتناول الوزير المجازر الأخيرة في مدينة الفاشر وغيرها من المناطق التي شهدت انتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن هذه الحرب حوّلت السودان إلى أكبر بؤرة للنزوح والهجرة القسرية في العالم، بعدما اضطر أكثر من 12 مليون سوداني للنزوح داخلياً أو اللجوء لدول الجوار، وأكد الوزير أن السودان، الذي كان لسنوات بلد استقبال وعبور للمهاجرين، أصبح اليوم مضطراً للقيام بمهمة جديدة تجمع بين إدارة موجات النزوح الداخلي والتعامل مع التدفقات العابرة للحدود.

 

الضغط على الإمارات:
ولم يفوِّت وزير الداخلية فرصة الوجود الدولي الكبير في هذه الفعالية فوجّه دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي للضغط على دويلة الإمارات لوقف دعمها العسكري واللوجستي لميليشيا الدعم السريع، مؤكداً أن هذا الدعم الخارجي هو أحد العوامل الرئيسة في إطالة أمد الحرب وتفاقم المعاناة الإنسانية، كما يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي، ونشير إلى أن الحكومة السودانية تمتلك أدلة دامغة ومستندات رسمية تثبت تورط الإمارات في دعم التمرد، وأن هذه الأدلة تم إيداعها لدى مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، وسيتابع السودان إجراءات التقاضي الدولي حتى يتحقق العدل ويتم وقف التدخلات السلبية التي تغذي الحرب.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر،، فقد شكلت مشاركة السودان في الاجتماع الوزاري لمجلس المنظمة الدولية للهجرة، محطةً دبلوماسية مهمة في مسار استعادة حضوره الدولي، ونافذة فاعلة لطرح قضيته العادلة وتعزيز التعاطف الدولي مع معاناة المدنيين، كما أتاحت هذه المشاركة فرصة لتأكيد التزام السودان بالشراكات الإقليمية والدولية من أجل الهجرة الآمنة، وإبراز جهوده في إدارة الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة رغم ظروف الحرب، وقد نجح السودان في الانتقال بالقضية من مربع الشكوى إلى مربع المرافعة القوية المدعومة بالحقائق والأرقام، مسلطاً الضوء على مسؤولية المجتمع الدولي في وقف دعم الميليشيا المتمردة، وفي مساندة السودان لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها، بما يضمن الاستقرار الإقليمي ويعيد السودان إلى دوره الطبيعي في محيطه الأفريقي والعربي.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى