مقالات

د. كامل إدريس: الأمل بين الغياب والعبء السياسي

النورس نيوز

د. كامل إدريس: الأمل بين الغياب والعبء السياسي

بقلم: رشان أوشي

في ظل الأزمة السودانية المتصاعدة، يطرح سؤال مركزي: ماذا يفعل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس في مواجهة الأحداث الكبرى التي تهز البلاد؟ هذا السؤال لم يعد مجرد تساؤل سياسي، بل أصبح انعكاساً لمعاناة المواطن السوداني اليومية، الذي يرى نفسه وحيداً في مواجهة حرب مفتوحة، وتدخلات خارجية، وانهيار اقتصادي.

الكاتبة والمحللة رشان أوشي تصف أداء إدريس بأنه “عبء وجودي للأمل”، مستوحاة من فلسفة جان بول سارتر حول الأمل السياسي، حين يتحول الوعد المطلق إلى وهم يمنع الفعل الحقيقي. فبينما سقطت ضحايا الطائرات المسيّرة التابعة لمليشيا الدعم السريع في جنوب كردفان، ظل رئيس الوزراء صامتاً، كما لو أن الحدث لا يعنيه.

 

 

 

 

الأزمة تتفاقم عندما يعود المشهد إلى سقوط الفاشر ومجزرة الجنينة؛ إذ كان إدريس خارج البلاد، ولم يلتفت لزيارة النازحين إلا بعد كشف وسائل الإعلام للأحداث. هذا الغياب المتكرر عن مواقع القرار في لحظات مفصلية جعل منه شخصية باهتة أمام شعور المواطن بأن الدولة غائبة عن صراعاته اليومية.

وتشير أوشي إلى هشاشة مؤسسات الدولة وعمق انهيارها، وهو ما ظهر في تصريحات وزير الإعلام خالد الأعيسر حين وصف الحكومة بأنها “حكومة العلاقات الشخصية والخاصة”، وهو اعتراف صادم يعكس حجم الانهيار المؤسسي وحالة الانقسام الداخلي.

 

 

 

 

الاقتصاد السوداني ينهار، والخدمات الأساسية شبه متوقفة، والأسعار تتصاعد، في حين تبدو الحكومة منشغلة بقضايا ثانوية لا تلبي احتياجات الشعب. المواطنون اليوم بحاجة إلى شعور بالوجود الرسمي للدولة، لا مجرد وعود وأمل بلا تفعيل.

الأمل، بحسب أوشي، لا يجب أن يكون عبئاً على الناس، بل يجب أن يتحول إلى طاقة حقيقية للفعل والإصلاح. غياب رئيس الوزراء عن الملفات الكبرى، من ضغوط الرباعية إلى اتهامات الدول الداعمة للمليشيات، يضع علامة استفهام على قدرة الحكومة على إدارة الأزمة.

 

 

 

في لحظة كهذه، لا ينتظر السودانيون معجزات، بل يريدون أن يشعروا بأن هناك من يسمعهم، من يقف معهم، ومن يتخذ قرارات عملية تعكس حجم التحديات. إدارة الدولة بطريقة “الطيار الآلي” تعني أن المواطن يواجه العاصفة بمفرده، وأن الأمل السياسي يتحول إلى عبء ثقيل على حياته اليومية.

في الختام، تبدو دعوة رشان أوشي واضحة: الأمل يجب أن يتحول من وهم إلى فعل، من شعار إلى حضور ملموس، ومن غياب إلى مسؤولية حقيقية أمام الشعب السوداني في أصعب لحظاته.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى