اللحظات الأخيرة لطالب الطب… الذي رفض بيع قشرة الفول
النورس نيوز _ في حادثة هزّت وجدان سكان ولاية جنوب دارفور وأعادت إلى الواجهة تصاعد الانفلات الأمني في إقليم دارفور، كشفت مصادر محلية من بلدة ميرشينج عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطالب حسيب خليل شايب، طالب كلية الطب بجامعة زالنجي، الذي قُتل الأسبوع الماضي على يد رعاة مسلحين عقب مشادة بدأت بسبب رفضه بيع قشرة الفول السوداني لهم، في واقعة تختصر حجم التوتر الذي تعيشه المنطقة خلال مواسم الحصاد، حيث تتزايد الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة وسط غياب واضح للسلطات المحلية.
وبحسب إفادات شهود العيان، فإن الطالب الراحل، الذي يعيش في البلدة منذ فترة لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، دخل في نقاش مع مجموعة من الرعاة الذين طلبوا منه بيع قشرة الفول، لكنه رفض الطلب لعدم امتلاكه الكمية الكافية وفق ما أفاد به الشهود. وتحول الموقف سريعاً إلى مشاجرة كلامية، قبل أن يصوّب أحد المسلحين سلاحه نحوه ويطلق النار مباشرة، ليلفظ الطالب أنفاسه في الحال، في مشهد صادم جعل أهالي البلدة يدخلون في حالة من الذهول والحزن.
وأشار السكان إلى أن الحادثة ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي يتعرض لها المزارعون في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شهدت ميرشينج وما حولها عدة حوادث مماثلة لم تُتخذ بشأنها أي خطوات حقيقية لفرض القانون أو محاسبة الجناة، الأمر الذي شجع على تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب، وجعل المدنيين يعيشون في حالة مستمرة من القلق والخوف، خصوصاً خلال فترة الحصاد التي تشهد عادة احتكاكات متكررة بسبب خلافات على الأرض والمزارع ومرور الماشية.
وتبعد بلدة ميرشينج حوالي 86 كيلومتراً شمال مدينة نيالا، وهي منطقة تعتمد بشكل كبير على الزراعة المطرية والمحاصيل النقدية، مما يجعلها منطقة حيوية تتعرض لضغوط أمنية مضاعفة كل عام. وأكد سكان البلدة أن الطالب الضحية كان معروفاً بينهم بتفانيه في تقديم الخدمات الطبية للمجتمع المحلي، حيث كان يخصص جزءاً من وقته لمعالجة الحالات المستعجلة وتقديم الإسعافات الأولية للسكان، ما جعله يكسب احتراماً واسعاً قبل أن تضع رصاصة نهاية مؤلمة لمسيرته.
