اقتصاد

خطوة مفاجئة في أم درمان.. السلطات تعيد تشغيل البصّات السفرية في سوق عريق

النورس نيوز

خطوة مفاجئة في أم درمان.. السلطات تعيد تشغيل البصّات السفرية في سوق عريق

 

النورس نيوز _ في خطوة وُصفت بالجريئة وتمثل تحولاً لافتاً في المشهد الخدمي داخل العاصمة، أعلنت محلية أم درمان عن بدء تنفيذ ترتيبات جديدة لإعادة تشغيل الباصات السفرية وعودتها إلى موقعها المعروف في السوق الشعبي، بعد فترة من التوقف الذي أثّر على حركة المدنيين وقطاع النقل بين الولايات بشكل ملحوظ. وتمثل هذه الخطوة جزءاً من تحركات واسعة لإعادة تنظيم المرافق الحيوية في أم درمان، وإعادة الخدمات الأساسية إلى وضعها الطبيعي رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة.

وقالت مصادر بالمحلية إن العودة للعمل من السوق الشعبي تأتي بعد اكتمال مجموعة من الترتيبات المتعلقة بسلامة الحركة وضبط خطوط التشغيل وتنسيق المواقف المخصصة للبصات، إلى جانب مراجعة إجراءات تنظيم الرحلات بين الخرطوم والولايات المختلفة. وأشار المصدر إلى أن القرار يستهدف تخفيف العبء على المواطنين الذين عانوا خلال الفترة الماضية من اضطراب خدمات النقل، وتشتت أماكن التجمعات المخصصة للسفر، وارتفاع تكاليف الوصول إلى البدائل المؤقتة التي كانت تعمل خارج الإطار الرسمي.

 

 

 

 

وتعد البصات السفرية شرياناً مهماً لنقل المواطنين بين ولايات السودان، خاصة في ظل الظروف الحالية التي جعلت السفر خياراً ضرورياً للكثير من الأسر، سواء لأغراض العلاج أو الإمدادات أو العودة إلى مناطق أكثر استقراراً. وشهد السوق الشعبي في أم درمان خلال السنوات الماضية حركة نشطة، جعلته واحداً من أهم مراكز النقل البري في السودان، قبل أن يتأثر نشاطه بفعل الأوضاع الأمنية والأضرار التي طالت البنى التحتية نتيجة الحرب.

ويؤكد مراقبون أن إعادة البصات لمقرها القديم تمثل محاولة جادة لإعادة الإيقاع اليومي لحياة المواطنين إلى مساره الطبيعي، وإعادة تشغيل القطاعات المرتبطة بالنقل مثل الورش والخدمات المساندة ومكاتب الحجز والمحال الصغيرة التي تعتمد اقتصادياً على حركة المسافرين. كما يُنظر للخطوة باعتبارها رسالة على وجود إرادة لإعادة ترتيب حياة الناس رغم الظروف، وتأكيداً على أن السلطات المحلية تعمل على سدّ الفجوات الخدمية التي تضررت بفعل التوترات الأخيرة.

 

 

 

ومن المتوقع أن يترافق القرار مع حملات للرقابة الميدانية لضمان الالتزام بالمسارات المحددة وتنظيم حركة الدخول والخروج داخل السوق الشعبي، إلى جانب وضع ترتيبات أمنية لمنع الفوضى وضمان انسياب الحركة طوال ساعات التشغيل. فيما رحّب عدد من المواطنين بالخطوة، مؤكدين أن عودة البصات إلى مقرها المعروف سيسهم في تقليل تكاليف النقل وتوفير زمن طويل كانوا يقضونه بحثاً عن وسائل سفر بديلة.

وتعمل محلية أم درمان، بحسب مصادرها، على إكمال إجراءات إضافية تتعلق بتأهيل بعض المرافق المحيطة بنقطة التشغيل وإعادة توزيع المساحات داخل الموقف لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الركاب، مع تهيئة المناطق التي تحتاج إلى صيانة عاجلة لضمان عدم تعطيل حركة البصات أو إرباك المسافرين. كما تنظر سلطات المحلية في مقترحات لتوسعة بعض الممرات بما يتناسب مع الضغط المتوقع خلال الأيام الأولى لعودة التشغيل.

 

 

 

 

وتأتي هذه التطورات وسط ظروف صعبة يعيشها المواطنون، حيث باتت قطاعات النقل والخدمات من أكثر القطاعات تأثراً بالحرب. غير أن قرار إعادة تشغيل البصات في السوق الشعبي يشير إلى رغبة في إعادة بناء ما يمكن إصلاحه من مظاهر الحياة اليومية، وإعادة الثقة في إمكانية عودة الخدمات تدريجياً إلى طبيعتها، في وقت تزداد فيه حاجة المواطنين إلى الاستقرار والتنظيم.

وتبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة المحلية على المحافظة على استمرارية التشغيل وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للبصات والسائقين والركاب، خاصة مع استمرار التحديات الأمنية التي تواجه الحركة في بعض مناطق العاصمة. إلا أن المؤشرات الأولية تعكس ارتياحاً عاماً بين المواطنين، باعتبار أن القرار يلامس احتياجاتهم اليومية ويخفف جزءاً من الأعباء التي تراكمت خلال الفترة الماضية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى