أخبار

تصعيد خطير شمال السودان.. تحركات عسكرية ضخمة تعبر نحو المثلث الحدودي وسط مخاوف من توسع الصراع

النورس نيوز

تصعيد خطير شمال السودان.. تحركات عسكرية ضخمة تعبر نحو المثلث الحدودي وسط مخاوف من توسع الصراع

النورس نيوز _ تشهد الحدود الشمالية للسودان تطوراً عسكرياً متسارعاً ينذر بتعقيد المشهد الأمني في واحدة من أكثر المناطق حساسية في البلاد، بعد أن دفعت مليشيا الدعم السريع بحشود ضخمة يرافقها مقاتلون أجانب عبر المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر، في خطوة اعتبرتها مصادر ميدانية الأكبر من نوعها منذ شهور طويلة، وسط تحذيرات من موجة تصعيد جديدة قد تمتد آثارها إلى عمق الشمال السوداني.

 

 

 

 

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن القوة المتحركة تضم أكثر من مائتي عربة قتالية مجهّزة، إلى جانب طائرات مسيّرة تستخدم في عمليات الاستطلاع والهجوم، ما يعكس — بحسب الخبراء العسكريين — توسعاً في حجم العمليات التي تعتمد فيها قوات الدعم السريع على المقاتلين الوافدين من خارج البلاد. وتأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على دخول النزاع مرحلة أكثر تعقيداً، خاصة في المناطق الحدودية التي أصبحت مسرحاً مفتوحاً لتقاطعات النفوذ الإقليمي.

وفي خضم هذه التطورات، أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع حيوية في الولاية الشمالية، شملت مطار مروي وسد مروي وقوات الفرقة 19 مشاة، حيث تمكنت الدفاعات الجوية من إحباط الهجوم، في محاولة اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة تهدف إلى إرباك الأوضاع الأمنية في الشمال بعد أسابيع من الاستقرار النسبي.

 

 

 

 

 

وعلى صعيد متصل، شهدت الولاية زيارة عسكرية رفيعة المستوى، حيث وصل وفد من قيادة الجيش بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان إدارة الفريق الركن عبد الخير عبد الله ناصر إلى منطقة مروي، في خطوة تهدف — وفقاً للمصادر الرسمية — إلى تعزيز الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة ومتابعة الخطط الدفاعية في الشمال الاستراتيجي. وشملت الزيارة لقاءات ميدانية مع قادة الوحدات العسكرية وتفقد مواقع الانتشار ومراكز التدريب، وسط حديث عن ترتيبات جديدة لرفع القدرات الدفاعية في مواجهة تصاعد الهجمات الجوية والبرية.

 

 

 

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن المنطقة الحدودية الشمالية باتت من جديد إحدى أبرز بؤر التوتر، خصوصاً بعد سلسلة تهديدات أطلقتها قوات الدعم السريع خلال الشهور الماضية بالتحرك نحو ولايات الشمال، إضافة إلى سيطرتها منتصف هذا العام على بلدة كرب التوم بين شمال دارفور وشمال السودان، وسيطرتها مؤقتاً على أجزاء من المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا في يونيو 2025، وهي خطوة أثارت وقتها قلقاً واسعاً إقليمياً ومحلياً.

وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت قافلة عسكرية تابعة لمليشيا الدعم السريع لغارة جوية مكثفة أدت إلى تدمير عدد كبير من الآليات، في واحدة من أقوى الضربات التي تلقّتها القوات في المناطق الغربية والشمالية، وهو ما يرجّح أن يقود إلى جولة جديدة من عمليات الحشد وإعادة التموضع، بحسب تقديرات الخبراء.

 

 

 

وتشكل هذه التطورات المتلاحقة دلالة على أن المشهد العسكري في الشمال يسير نحو مزيد من التعقيد، في ظل استمرار التدخلات الإقليمية ووجود مقاتلين أجانب ضمن المعارك الدائرة، إضافة إلى هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية التي باتت تشهد نشاطاً عسكرياً متزايداً من طرفي النزاع.

ومع هذا التصعيد، ترتفع المخاوف من اتساع نطاق المواجهات وانتقالها لمناطق جديدة، الأمر الذي يجعل الشمال السوداني أمام مرحلة حساسة قد تحدد مستقبل الصراع في الفترة المقبلة، بينما تستمر القوات المسلحة في تعزيز مواقعها الدفاعية وتطوير خطط الردع تجاه أي تحركات جديدة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى