الإعيسر: يكشف حقيقة الهدنة مع الدعم السريع
النورس نيوز
قال وزير الثقافة والإعلام والسياحة، خالد الإعيسر، إن الحكومة السودانية لا تثق في ميليشيا الدعم السريع ولا في قدرتها على الالتزام بأي اتفاق سياسي أو إنساني، مؤكداً أن هذه المليشيا “استغلت هدنة جدة لإعادة تسليح قواتها وتنظيم هجماتها على المدنيين”، بحسب حديثه لقناة الجزيرة مباشر مساء السبت.
وأوضح الإعيسر أن الشعب السوداني “لن يقبل بوجود ميليشيا الدعم السريع في مستقبل البلاد”، مشيراً إلى أن هذه القوات ارتكبت مجازر وجرائم مروعة بحق المدنيين، لاسيما في مدينة الفاشر التي وصفها بأنها “دفعت ثمناً باهظاً من دماء أبنائها”.
وأضاف الوزير أن المليشيا استعانت بـ”مرتزقة وعصابات مأجورة من الداخل والخارج”، لكنه شدّد على أن الجيش السوداني قادر على دحرها وطردها من كل المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان.
وأكد الإعيسر أن الحكومة ترفض أي اتفاق سلام لا يحفظ مصالح السودان وسيادته ووحدة مؤسساته، موضحاً أن أي تسوية سياسية يجب أن تنطلق من خطة الحكومة التي تنص على نزع سلاح المليشيا وإعادة هيكلة القوات وفق القانون.
وقال الوزير إن الخرطوم منفتحة على أي مبادرة سلام تنسجم مع خارطة الطريق الوطنية، لكنها “لن تقبل بأي مبادرة تتجاهل سيادة البلاد أو تحاول شرعنة المليشيات المسلحة”.
وأشار إلى أن الحكومة التزمت بكل بنود اتفاق جدة، بينما كانت ميليشيا الدعم السريع – على حد قوله – هي من نقضت الاتفاق وتنصلت من التزاماتها واستمرت في قتل المدنيين ونهب ممتلكاتهم.
ونفى الإعيسر وجود أي بعد أيديولوجي في الحكومة الحالية، مؤكداً أن “ربط الحرب بالحركة الإسلامية فرية لا أساس لها، فالحكومة لا تمثل أي تيار فكري أو سياسي، بل تمثل الدولة ومؤسساتها الشرعية”.
كما ثمّن الإعيسر دور السعودية ومصر في جهود وقف الحرب، لكنه أشار إلى وجود “تحفظات على الدور الأمريكي في الملف السوداني”، دون الخوض في تفاصيل تلك التحفظات.
وأكد الوزير في ختام حديثه أن الحكومة السودانية “جادة منذ اندلاع الحرب في الوصول إلى سلام حقيقي يصون سيادة الدولة ويحفظ كرامة المواطن ويضع حداً لمعاناة الشعب السوداني“، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الدول والجهات التي تدعم ميليشيا الدعم السريع بالسلاح والمال، محذراً من أن هذا الدعم الخارجي “هو ما يطيل أمد الحرب ويزيد معاناة السودانيين”.
