قيادي إسلامي يطالب بتنحي البرهان وكباشي ويدعو لتجديد القيادة العسكرية لمواصلة الحرب
النورس نيوز

قيادي إسلامي يطالب بتنحي البرهان وكباشي ويدعو لتجديد القيادة العسكرية لمواصلة الحرب
الخرطوم – النورس نيوز
في تطور لافت داخل أوساط التيار الإسلامي، دعا القيادي في الحركة الإسلامية ناجي مصطفى، إلى تنحي رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول شمس الدين كباشي، وإفساح المجال أمام قيادات عسكرية جديدة يراها “أقدر على مواصلة الحرب حتى نهايتها”، وفق تعبيره.
وجاءت تصريحات مصطفى في وقت يشهد فيه السودان تصعيدًا عسكريًا واسعًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط انقسام سياسي وميداني حاد حول جدوى استمرار الحرب ومسؤولية القيادات الحالية عن تطوراتها.
وقال القيادي الإسلامي، في خطاب متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن “المرحلة الراهنة تتطلب روحًا جديدة ودماءً عسكرية جديدة قادرة على قيادة المعركة دون تردد”، مشيرًا إلى أن بعض القيادات الحالية “أرهقها طول أمد الحرب وفقدت زمام المبادرة”.
وتأتي دعوة مصطفى بعد أيام من سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع، وهو الحدث الذي شكّل ضربة موجعة لمعسكر الجيش وأثار موجة انتقادات واسعة في الأوساط الموالية له، خاصة من داخل التيار الإسلامي الذي ظل يعتبر الحرب “معركة وجودية”.
رفض الهدنة واستمرار التعبئة
في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية والمحلية لوقف إطلاق النار، ترفض الحركة الإسلامية بشكل قاطع أي حديث عن هدنة أو تسوية سياسية، وتواصل عبر منابرها الدعائية الدعوة إلى التعبئة العامة تحت مظلة “المقاومة الشعبية”، في إشارة إلى المجموعات المسلحة التي يجري تجنيدها لدعم الجيش في معاركه.
ويرى مراقبون أن خطاب ناجي مصطفى يعكس تحولاً في المزاج الداخلي للحركة الإسلامية، حيث بدأت بعض الأصوات المحسوبة عليها تطالب بمحاسبة القيادات العسكرية والسياسية التي تدير المعركة، متهمة إياها بالتردد في اتخاذ قرارات حاسمة منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
خطاب عقائدي وتصعيد ديني
وفي السياق نفسه، واصل الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، إطلاق خطاب تعبوي ذي طابع عقائدي، وصف فيه الحرب الدائرة بأنها “صراع بين معسكر الإيمان ومعسكر الشر”، داعيًا أنصار الحركة إلى “الثبات في سبيل الله والنصرة للجيش السوداني”.
وأكد كرتي أن الحركة الإسلامية “ستبقى السند العقائدي للجيش”، مضيفًا أن ما يجري في السودان هو “مؤامرة خارجية تستهدف هوية الأمة الإسلامية”. ويُعيد هذا الخطاب إلى الأذهان لغة “الجهاد” التي استخدمتها الحركة خلال تسعينيات القرن الماضي أثناء الحرب في جنوب السودان، حيث كانت تعبئ الجماهير تحت شعارات دينية لمساندة القتال.
استدعاء الماضي لتبرير الحاضر
ويرى محللون أن استدعاء مفردات مثل “الثأر”، “الشهادة”، و“دولة الشر” في خطابات قادة الحركة الإسلامية، يمثل محاولة لإعادة إنتاج خطاب الحرب العقائدي الذي يمنح الصراع طابعًا دينيًا أكثر من كونه نزاعًا سياسيًا أو عسكريًا على السلطة.
ويشير خبراء إلى أن هذه اللغة تعبّر عن رغبة الحركة في استعادة دورها السياسي عبر البوابة العسكرية، مستفيدة من حالة الفراغ القيادي التي يعانيها المعسكر الحكومي، ومن تصاعد مشاعر الغضب الشعبي عقب خسارة الفاشر ومدن أخرى في دارفور وكردفان.
موقف غامض من القيادة العسكرية
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من مجلس السيادة أو القيادة العامة للقوات المسلحة بشأن دعوة ناجي مصطفى، غير أن مصادر مطلعة داخل المؤسسة العسكرية أكدت أن الجيش “يركّز جهوده حاليًا على إعادة تنظيم صفوفه في ولايات كردفان ودارفور”، استعدادًا لما وصفته بـ“مرحلة جديدة من العمليات”.
مشهد سياسي مضطرب
تأتي هذه التطورات في ظل حالة احتقان سياسي وأمني غير مسبوقة، مع تزايد الانقسامات داخل المعسكر الموالي للجيش، وتنامي نفوذ التيارات الإسلامية المسلحة، مقابل استمرار سيطرة الدعم السريع على مساحات واسعة من غرب البلاد.
ويرى مراقبون أن دعوة ناجي مصطفى قد تفتح الباب أمام صراعات داخلية جديدة داخل معسكر الجيش، خاصة بين القيادات التي ترى ضرورة إعادة هيكلة القيادة العليا، وتلك التي تتمسك ببقاء البرهان وكباشي في موقعيهما حتى نهاية الحرب.











